الشيماء أحمد عبد اللاه
كانت الغرفة ساكنة تحت ضوء القمر الباهت المتسلل عبر النافذتين القديمتين.
بدت الأثاثات مهجورة، والصمت يملأ أرجاء المكان، إلا من صوت الرياح التي تعصف بالخارج كأنها تحمل أسراراً لا يريد أحد سماعها.
على الكرسي الهزاز بجوار السرير، ظهر ظل غامض يتحرك ببطء كأنه جزء من الظلام نفسه.
جلس عادل في زاوية الغرفة يراقب المشهد بصمت ودهشة.
كان قد جاء إلى هذا المنزل القديم ليبحث عن ملاذ هادئ يكتب فيه روايته، لكن شيئاً ما في هذه الغرفة جعله عاجزاً عن التفكير.
تلك العينان المتوهجتان في الظلام لم تكن تخطئ؛ كانتا تراقبانه بصمت مريب، كما لو أنه دخيل على عالمها.
عندما اقترب من الكرسي ليكشف الحقيقة، شعر ببرودة شديدة تخترق جسده.
سأل بصوت مرتجف: “من أنت؟”، فجاء الرد همساً غير مفهوم، كأنه صوت يحمل عبر الرياح.
فجأة توقف الكرسي عن الحركة، وتلاشى الظل كأنه لم يكن، تاركاً عادل وحيداً أمام فراغ يضج بالغموض والخوف.
خرج عادل من الغرفة متعجلاً، وقرر أن يترك المنزل إلى الأبد. ومع ذلك، لم تغادره فكرة أن هناك روحاً ظلت تنتظر في تلك الغرفة، ربما لشيء لم يُكمل، أو رسالة لم تُسمع.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات