كتبت : قمر الخطيب
أنا من قومٍ إذا حزنوا
وجدوا في حزنهم طربا
وإذا ما غاية صعبت
هونوا بالترك ما صعبا
” أيها الشاكي ومابك داء… كن جميلا ترى الوجود جميلا”.
إيليا أبو ماضي شاعر لبناني وهو من كبار شعراء المهجر، ولد عام ١٨٨٩ في قرية المحيدثة بلبنان، وكان من أكثر الشعراء تأثرا في الطبيعة فقد ترعرع في أكناف قريته الريفية وقضى طفولته في طبيعتها الخلابة وخزنت عينيه من جمالها ورونقها وخبأت في صدره لتنبعث لاحقا من جمالها الثري مشاعره الخالدة في القصائد والابيات، فقد أثرت طفولته في الطبيعة إيجابا على شعره مستقبلا.
_حياته في مصر
انتقل ابي ماضي ليعيش في الإسكندرية في وقت كان هناك العشرات من الأدباء أمثاله قد هاجروا طلبا لمعيشة أفضل من وطنهم، فعمل ابي ماضي بائعا للسجائر، ولكن حبه وولعه في الأدب والشعر جعلاه يعود أدراجه نحو ما يعشق، فعمل في مجلة الزهور العربية في مصر، ونشر ديوانه الأول ” تذكار الماضي” وكان عمره حينها لا يتجاوز الاثني عشر عاما.
_حياته في نيويورك
عام ١٩١١ هاجر إلى امريكا وعمل في التجارة مؤقتاً، وبعدها عاد للعمل الصحفي وتولى رئاسة التحرير للمجلة العربية التي كانت تصدرها جمعية الشباب الفلسطيني، وكما ساهم في تحرير مجلة الفتاة، وما زاد من شهرته أكثرفي العالم العربي وبلاد المهجر هو انتمائه وتأليفه للرابطة القلمية التي أسسها نخبة من الشعراء السوريين واللبنانيين، كأمثال جبران خليل جبران، وميخائيل نعمة، ونسيب عريضة وغيرهم، وقد كانت الرابطة نواة لتجمع الأدباء في المهجر.
كان أبو ماضي محباً للشعر ومحباً لوطنه أيضا، وهذا ما كان يطغى على شعره المليء بالاشتياق والحنين للوطن وتفاؤله بتحسين أوضاعه وحاله، وكما أيضا ظهر في شعره نزعته الإنسانية وقيمه وعاداته التي اكتسبها من طفولته المعبقة بالطبيعة الخلابة، فتأثر بنشأته هناك وانعكس جمال الطبيعة على جمال شعره وعذوبة ألفاظه ومشاعره.
_دواوينه
تذكار الماضي
ديوان إيليا أبو ماضي
الجداول
الخمائل
تبر وتراب (وكان هذا الديوان معدا للطباعة قبل وفاته)
في عام ١٩١٩ قام بإصدار مجلة (السمير) التي كانت تعد حينها أهم مجلة عربية في المهجر، وحولت بعدها لمجلة تصدر يوميا، حتى وفاته عام ١٩٥٧ في ٢٣ نوفمبر، رحل هذا الشاعر العظيم وهو من الشعراء القلائل الذين اثروا في تاريخ الأدب العربي بشكل عام والشعر على وجه الخصوص، وقصائده ما زالت إلى الآن يتداولها الاجيال ويتغنى بها العشاق.
المزيد
قصص وحكايات: “الهرم الأول في التاريخ”
قصص وحكايات “الكنز الذي بداخلك”
محمد خطاب يكتب … هُدم البيت .. وبقي الباب مفتوحاً