كتبت/مريم نصر
الصراع هو تلك المعركة التي يخوضها الإنسان داخل نفسه أو مع العالم من حوله. هو مزيج من التحديات، المشاعر المتضاربة، والقرارات التي قد تغير مجرى الحياة. لا يوجد إنسان لم يمر بصراع في مرحلة ما، سواء كان صراعًا داخليًا بين رغباته وقيمه، أو صراعًا خارجيًا مع الظروف والأشخاص.
الصراعات الداخلية هي الأكثر تعقيدًا، لأنها تدور في أعماق النفس حيث لا يراها أحد. قد يكون الصراع بين القلب والعقل، بين الحلم والواقع، بين ما نريده وما يُفرض علينا. في هذه اللحظات، نشعر وكأننا نقف على مفترق طرق، نحاول الموازنة بين مشاعرنا وما نؤمن به، وبين ما نرغب فيه وما يجب علينا فعله. هذا النوع من الصراع قد يكون مرهقًا، لكنه ضروري للنضج والتطور. فمن خلاله، نكتشف ذواتنا، ونحدد أولوياتنا، ونتعلم كيف نصبح أقوى.
أما الصراعات الخارجية، فهي جزء لا يتجزأ من الحياة. قد تكون مع أشخاص لا يفهموننا، مع ظروف قاسية تفرض نفسها، أو مع مجتمع يحاول فرض قوالبه علينا. هذه الصراعات تعلمنا المواجهة، كيف ندافع عن حقوقنا، وكيف نثبت لأنفسنا قبل الآخرين أننا قادرون على التحدي والتغيير. في كثير من الأحيان، لا يكون الصراع ضد الآخرين، بل ضد العقبات التي تحاول إيقافنا، ضد الخوف من الفشل، وضد الاستسلام الذي يحاول أن يتسلل إلينا.
لكن الصراع ليس دائمًا سلبيًا، ففي داخله تكمن الفرصة. الفرصة للنمو، للتغيير، لاكتشاف قوة لم نكن نعلم بوجودها داخلنا. الصراع يجعلنا نعيد التفكير، يعيد ترتيب أولوياتنا، ويجعلنا نقدر قيمة السلام عندما نحصل عليه. المهم هو ألا ندعه يستهلكنا، وألا نغرق في دائرته بلا نهاية.
في النهاية، الصراع جزء من الحياة، لكنه ليس الحياة كلها. القوة الحقيقية ليست في الهروب منه، بل في كيفية إدارته، في معرفة متى نقاتل، ومتى نترك الأمور تمضي دون أن نستنزف أنفسنا. فالحياة ليست معركة مستمرة، ولكنها رحلة تحتاج إلى توازن بين المواجهة والسلام.
_مــريــم نــصــر
المزيد من الأخبار
بيضة واحدة كافية لصيام يوم بدون تعب
انطفاء
هواجس