كتبت/مريم نصر
اللحظة… كلمة تبدو قصيرة، لكنها تحمل في طياتها عُمق الزمن بأكمله. قد تكون اللحظة فاصلة بين الماضي والمستقبل، بين السعادة والحزن، بين النجاح والفشل. هي ومضة خاطفة، لكنها قادرة على تغيير كل شيء.
في حياتنا، هناك لحظات لا تُنسى، لحظات تترك أثرًا لا يمحى في أرواحنا. لحظة لقاء تُشعل الحب في القلب، لحظة وداع تُحفر في الذاكرة للأبد، لحظة قرار تغيّر مسار الحياة، أو لحظة إدراك تفتح أعيننا على حقيقة كنا نتجاهلها. كل لحظة تحمل معنى، لكننا لا ندرك قيمتها إلا بعد أن تمضي.
اللحظة قد تكون فرصة… ربما فرصة قلّما تتكرر، تأتي دون سابق إنذار، وتعتمد علينا لنمسك بها أو نتركها تفلت من بين أيدينا. أحيانًا ننتظر اللحظة المثالية لاتخاذ خطوة، لكن الحقيقة هي أن اللحظة المثالية ليست سوى اللحظة التي نقرر فيها أن نتحرك، دون خوف أو تردد.
وفي المقابل، هناك لحظات نتمنى لو أننا لم نعشها، لحظات مليئة بالألم، بالخسارة، بالندم. لكنها رغم قسوتها، تعلمنا، تصقلنا، وتدفعنا لنصبح أقوى. فالحياة ليست سوى مزيج من اللحظات، بعضها نتمسك به، وبعضها نتمنى لو أننا نستطيع نسيانه.
لكن الأهم من كل ذلك، هو أن ندرك أن الحياة تُعاش في اللحظة الحالية. نحن نركض دائمًا نحو المستقبل، نتمسك بالماضي، وننسى أن الحياة تحدث الآن. اللحظة التي نعيشها الآن هي الحقيقة الوحيدة التي نملكها، لذلك علينا أن نمنحها قيمتها، أن نعيشها بصدق، أن نملأها بالحب، بالأمل، وبالأشياء التي تجعلنا نشعر أننا أحياء حقًا.
في النهاية، قد تكون لحظة واحدة كفيلة بأن تغير كل شيء، فاحرص على أن تكون حاضرًا في كل لحظة، لأن الزمن لا يعود، لكنه دائمًا يمضي.
_مــريــم نــصــر
المزيد من الأخبار
بيضة واحدة كافية لصيام يوم بدون تعب
انطفاء
هواجس