بقلم: حياه أحمد
ساعات بتحس إنك محتار بين قلبك وعقلك، أو بين أمرين لا تقدر تعيش بدون أحدهما، لكنك مضطر تختار، وهنا تبدأ الحيرة.
في يوم من الأيام، كان هناك شاب يُدعى نادي، كان يعمل في الحقل، وفي أحد الأيام عاد متأخرًا من العمل، ليجد أمه وابنه كلاهما مريضًا جدًا.
لم يكن يملك سوى حصان، فقام برهنه، وبثمن الرهن ذهب ليشتري الدواء، لكنه تفاجأ بأن المال لا يكفي سوى لشراء علاج لشخص واحد فقط.
وقع نادي في حيرة كبيرة بين أمه التي ربته وضحت لأجله، وبين ابنه فلذة كبده الذي لا يستطيع تحمُّل الألم. وقف حائرًا في منتصف الطريق، والدموع تملأ عينيه، يدعو ربه قائلًا:
“يا رب، إنها أمي التي تعبت من أجلي، وهو ابني الذي هو قطعة من قلبي، لا أريد أن أختار بينهما، فاختر لي ولا تخيرني.”
جلس على الأرض يبكي بحرقة، ولم يكن يعلم ما يجب فعله، حتى لاحظه صاحب الصيدلية، فاقترب منه وسأله عن حاله. أخبره نادي بقصته، فرقّ قلب الصيدلي لحاله، وأعطاه الدواء بلا مقابل.
رفع نادي وجهه إلى السماء وقال:
“الحمد لله يا رب، ما دعوتك يومًا إلا واستجبت لي.”
الحيرة جزء من حياة كل إنسان، نمر بمواقف لا نجد لها حلولًا، نشعر بالضياع بين خيارات مؤلمة، لكننا ننسى أن اللجوء إلى الله هو الحل. كل شيء يحدث في حياتنا لحكمة، وكل درس نتعلمه يجعلنا أقوى. فقط ثق بالله، وقل: يا رب اختر لي ولا تخيرني… وستجد الإجابة حيث لا تتوقعها.
المزيد من الأخبار
السعادة في طاعة حبيبك
درجة الإحسان
أفضل الأخلاق