ملاك عاطف
أكتب؛ لأن القلم هو نافذة التعبير، وأكسجين الإحساس، وسقيا الشعور ونبع الراحة. ولأن الحرف هو شريان الفضفضة، ومملكة الوجود، وسماء الأفكار وصوت عمق الفلسفة. أكتب؛ لأن الورق قد همس لي ذات ليلة أنه يخشى البياض، ويتشبث بالحياة حد جنونه من فراغٍ يذكره بكفن الموت والفناء، ويتألم من وحدته إذا لم تجتمع في أحضانه الكلمات.
أكتب؛ لأنّي وعدت القمر أن أهديه ملايين النجوم من نصوصي؛ كي ترافقه وتسبح معه في فلكه؛ فتتقرب إليه حتى يحبها ويطلعها على كل أسراره، وتكون له صديقةً صدوقةً لا يخاف على نوره من غدرٍ أو تخلٍ ما دام معلقًا بقبس إخلاصها.
أكتب؛ لأن الأدب رسالة، والرسالة أمانة تُهدى للقلوب المفعمة بالبصيرة، والهدية مباركة مني لكل عينٍ ثملةٍ بالقراءة.
أكتب من أجل ذلك كله وأكثر، وأكتب حتى لا أموت من الاختناق بمشاعري المتضاربة، وأفكاري المتكدسة، ومبادئي التي تقطن غصون الإنسانية الفارعة. وأكتب؛ لأنّ روحي وحبري توأمان لا ينفصلان مهما حاولت مكيدة الكآبة أن توقع بينهما أو تغرنّهما بغرور الراحة وتزين لهما الفراق بوسواس فقد الشغف.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات