وتفاقمت المسافات

Img 20241216 Wa0008(1)

 

كتبت: زينب إبراهيم 

فيروز: هل أنت مع عدي إيهاب؟

إيهاب بغضب مكتوم: لا أنه لا زال بالمشفى وهذه شقتي منزله بالطابق العلوي.

فيروز: تقصد شقتنا عاجلاً أم أجلاً سنكون معًا.

نسمة لذاتها: تأتين لتصدادي بالمياه الآن سألقنك درسًا لن تنسيه أبدًا.

إيهاب بتحذير: فيروز.

كادت تجيبه لكن نسمة سبقتها بقدومها ومعها كيك المانجو ومعه عصير التفاح قائلة بغنج مصطنع: حبيبي أحضرت لك ذلك القالب الذي تحبه مع عصيرك المفضل افتح فمك هوبا.

تفاجأ إيهاب بفعلتها تلك ودلعها الذي يذيب قلبه ويسلب عقله غير عابئ بتلك التي تقف على الباب وتشيط غضبًا وغيرة.

نسمة: وهذه أيضًا عزيزي ارتشف بعضًا من كوب العصير، هل ينقصه سكر؟

إيهاب بصدق: يكفيني وجودك يا نسمة حياتي.

فيروز بغيظ: نحن هنا يا عشاق المنطقة.

نسمة بتصنع المفاجأة: أنتِ من؟

فيروز بحنق: أسمي فيروز ابنة خالة إيهاب وزميلته بالعمل.

نسمة: لم ألحظ وجودك فيروز تفضلي بالدخول.

إيهاب: عزيزتي هل لكِ أن تحضري بعض الحلوى لفيروز؟

نسمة: بالطبع هوبا.

فيروز: ما الذي تفعله حبيبي أليست تلك من ستطلقها؟ هي تحمل شقيق واحد أما أنا فرصتي أكبر في تحقيق حلمك.

إيهاب بضيق: نسمة أكبر بكثير مما تتخيله أنتِ وأمي.

فيروز بحزن: أمك هاه هي من قالت أنك تراها وعاء لتحقيق مبتغاك.

إيهاب بغضب: لا هذا ليس صحيح هي التي تملك قلبي ولن يدخله أو حياتي أحدًا غيرها إلى أن يتوقف نبضي عن العمل أ فهمتِ؟

نسمة بارتباك: العصير.

فيروز: ها هي أمامك قل لها ولا تخجل لعلها تنبثق إلى الأبد من حياتنا.

إيهاب: لقد طفح الكيل بي مرارًا وتكرارًا هي نسمة حياتي ولن يكون لها طعم أو معنى بدونها كفاكِ هراء والسير وراء من يضيع عمرك هباء.

فيروز: شكرًا على العصير وقامت بشربه وغادرت أثناء سيرها قالت بالقرب من أذن نسمة: لقد ربحت وسأضمد جراحه لا تقلقي.

نسمة: الوداع فيروز.

إيهاب: أنا…. لم يكمل كلمته حتى فوجئ بمن تصعقه قائلة: كانت تمثيلية وأتقنا دورنا جيدًا.

نسمة: هل لك بطلب تاكسي؟

إيهاب بغضب: أنا من سأطلبه وأغادر.

خرج صاعقًا الباب وراءه مما جعل القشعريرة تسيري بداخلها.

حسن: كيف حالك، بني تفضل؟

إيهاب: أين أمي؟

حسن: مع غزل في منزلها.

إيهاب: أحتاج إليك يا أبي.

حسن أخذه في كنفه وضمه بشدة واستمع إلى بكاءه وشهقاته تعلو.

حسن: ما الذي يحدث معك بني؟

إيهاب: نسمة تضيع مني أبي لا أتحمل ضياعها من بين يدي.

حسن: هذا حديث سيطول لتعد لنا كوبين من الشاي.

إيهاب: كوبين شاي؟!

حسن: لا تقلق والدتك لن تأتي في الوقت الحالي هيا.

ذهب إيهاب إلى المطبخ لعمل ما طلبه والده وفي تلك الأثناء جاءت إلى ذهنه فكرة ليقرب المسافات بين نسمة وابنه كانت تقف في مقرها ولم تحرك ساكنًا تبصر طيفه الذي رحل منذ قليل وبداخلها تقام حرب مصيرية بالنسبة لحياتها المقبلة جاءت رسالة نصية عبر هاتفها….

عن المؤلف