كتبت/ مريم نصر
الانطفاء هو تلك اللحظة التي يخفت فيها وهج الروح، حين تصبح الأحلام باهتة، والأيام متشابهة، والمشاعر تفقد حرارتها. هو شعور غامض، لا يعني بالضرورة الحزن، لكنه يشبه الصمت الذي يسبق العاصفة، حيث تتوقف الرغبة في السعي، ويصبح كل شيء بلا معنى.
قد يأتي الانطفاء بعد خيبات متكررة، بعد محاولات لم تؤتِ ثمارها، أو بعد معارك داخلية استنزفت ما في القلب من شغف. هو لحظة يدرك فيها الإنسان أنه لم يعد كما كان، أن بريقه الذي كان يضيء الطريق أمامه قد بدأ يخفت شيئًا فشيئًا.
لكن الانطفاء ليس النهاية. في أحيان كثيرة، يكون فرصة لإعادة ترتيب الذات، للابتعاد قليلًا عن الضوضاء، للبحث عن السبب الحقيقي لهذا الخفوت. ربما يكون إشارة إلى أن الإنسان بحاجة إلى راحة، إلى إعادة اكتشاف ما يحب، إلى البحث عن مصادر جديدة للطاقة تعيد إليه الحياة.
الانطفاء ليس ضعفًا، بل مرحلة يمر بها الجميع. والمهم هو ألا نستسلم له، ألا نتركه يسرق منا ما تبقى من شغفنا. لأن حتى أقوى الشموع تحتاج إلى من يشعلها من جديد، وكل روح مهما خفت نورها، يمكنها أن تتوهج مرة أخرى إذا وجدت الدافع الحقيقي للحياة.
_مــريــم نــصــر
المزيد من الأخبار
هواجس
نقطة
مغفرة