الصحفية: خديجة محمود عوض
بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة “مريم البكور” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيث يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي.
قبل أن نبدأ حوارنا، هل لكِ أن تمدينا بنبذة عنكِ؟
أنا مريم البكور، طالبة بكالوريا، أعشق الكتابة والتصوير الفوتوغرافي. أكتب لأجعل الكلمات تنبض بروحي.
1. أخبرني في البداية، كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟ هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟
علاقتي بالكلمات هي علاقة روحانية عميقة. الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد وسيلة للتعبير عن المشاعر أو الأفكار، بل هي انعكاس لذاتي الداخلية، وطريقتي لفهم العالم من حولي. الكلمات تمنحني مساحة للأمان، وتُحوّل الأفكار المبعثرة إلى صوت يُترجم ما لا يمكن قوله بصوت عالٍ.
2. من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟
القصة تبدأ دائمًا من شعور يراودني. قد تكون فكرة أولية عابرة، أو موقف حياتي ترك أثرًا بداخلي، أو حتى رحلة شخصية مليئة بالتساؤلات. أحيانًا، يبدأ كل شيء من كلمة واحدة تلهمني لاستكشاف عوالم جديدة.
3. هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟
بالتأكيد. الكتابة تحمل قوة هائلة للتغيير. من خلال القصة، يمكن للكاتب أن يُسلط الضوء على قضايا مجتمعية، يُغير وجهات النظر، ويُلهِم الآخرين للتفكير بطرق جديدة. أسعى دائمًا لإيصال رسائل ضمنية تُحرك القارئ نحو التفكير والتغيير.
4. ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثر ذلك على كتاباتكِ؟ أكبر تحدٍ واجهته كان صراعًا مع الثقة بالنفس في البداية. كان الخوف من عدم تقبل الآخرين لما أكتبه عائقًا، لكن مع الوقت، تعلمت أن أكتب لنفسي أولاً، وللرسالة التي أؤمن بها، ثم أترك العمل ليصل إلى من يحتاجه.
5. في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟
نعم، الأدب دائمًا يحتفظ بمكانته. صحيح أن التحديات التقنية غيّرت كثيرًا، لكن الكلمات الصادقة والقصص المؤثرة تبقى قادرة على لمس القلوب مهما تغيّر الزمن.
6. كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟ هناك اختلاف واضح في أساليب الكتابة بين الأجيال. الأجيال السابقة اعتمدت أكثر على اللغة الراقية والرمزية، بينما الجيل الحالي يميل إلى البساطة والوضوح. ومع ذلك، كل جيل له سحره وتأثيره الخاص.
7. هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟
النقد الأدبي قد يكون قاسيًا أحيانًا، لكنه جزء لا يتجزأ من مسيرة أي كاتب. أتعامل معه كفرصة للتعلم والنمو، وأختار ما يُضيف لي وأتجاهل ما لا يخدمني.
8. أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟
آمل أن أكون قد أتممت مشاريع أدبية مميزة، وأثّرت في القرّاء بعمق. أرغب أيضًا في إنشاء مبادرات تُشجع على الكتابة الإبداعية، خصوصًا بين الشباب.
9. هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟
أنا مزيج بين الاثنين. أضع الخطوط العريضة للقصة، لكنني أترك للمشاعر ومسار الأحداث حرية التطور أثناء الكتابة.
10. ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟
كونوا صادقات مع أنفسكن ومع كلماتكن. لا تخافن من التجربة، واكتبن من قلوبكن. القراءة والكتابة المستمرة هما المفتاح لتطوير الموهبة.
11. ما أهم المبادرات التي طورت موهبتكِ؟
برنامج “البناء المنهجي” ساعدني كثيرًا في صقل معرفتي الدينية، و”أترجة الأدب” كان له تأثير كبير على شغفي الكتابي، حيث زودني بفرصة للعمل مع فريق أدبي رائع واكتساب خبرات جديدة.
المزيد من الأخبار
رِحلة في عقل الكاتبة السورية”ديمة حمشو ” تَبـوح بِما وراء كواليس رحلتها الادبية لأول مرة داخل مجلة إيفرست.
رحلة الحروف والإبداع مع الكاتبة رانيا عباس محمد
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة ملك خليل