11 فبراير، 2025

رِحلة في عقل الكاتبة السورية”ديمة حمشو ” تَبـوح بِما وراء كواليس رحلتها الادبية لأول مرة داخل مجلة إيفرست. 

Img 20250210 Wa0017

 

 

الصحفية: خديجة محمود عوض. 

 

بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حـوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة “ديمة حمشو ” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هُنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيثُ يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي..

___

1. قبل أن نبدأ حوارنا، هل لكِ أن تخبرينا بنبذة تعريفية عنكِ؟

اسمي ديمة حمشو، من محافظة إدلب، مدينة أريحا تحديدًا. فنيَّة أسنان، كاتبة، معلقة صوتيَّة، وإدارية لدى فريق أترجة الأدب.

 

2. أخبريني في البداية، كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟ هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟

علاقتي مع الكلمات جزء لا يتجزأ من شخصيتي وهويتي، فمن خلالها أستطيع التعبير عمَّا يجول في خاطري دون قيود. أكتب بنهمٍ كلَّ مشاعري وأحاول من خلالها أن يصل شعوري إلى جميع مَنْ سيقرأها.

 

3. من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟

بدأت قصة الكتابة منذ الطفولة، لكن كلماتي كانت حبيسةً بين دفتيّ كتاب، إلى أن قرأت إحدى الصديقات نصًا كتبتهُ وأُعجِبَت به إعجابًا شديدًا، وشجعتني بأن أثق بنفسي أكثر وأن أقوم بنشره. وحينما نشرتُ مدونتي تلك، فوجِئتُ بأنَّ بعض الصفحات قامت بنشرهِ أيضًا. فكانت المرحلة التالية أن أُخصص صفحةً تضمُ كتاباتي جميعها، ولقد كانت فِكرةً صائبة.

 

4. هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟

الكتابة هي تجسيد للواقع ومحاكاته وشرحه، وربَّما يكون صوتَ القلم أعلى من صوت الحناجر أحيانًا. الكلمات لا تخرس، وأنا من خلال قلمي أسعى لأن تكون كلماتي سهلة وبسيطة على قارئها، كما أسعى لأن تكون حقيقية، ملامسة للقلب، وواضحة للعقل.

 

5. ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثّر ذلك على كتاباتكِ؟

لم أعانِ معاناةً مُرَّة لكي أصل ويكون لِاسمي صداه، لكن لم يكن كلَّ شيء سهلًا في طريقي أيضًا. كتاباتي تتعلق بنفسيتي؛ أحيانًا لا أستطيع أن أخطَّ حرفًا واحدًا، وأحيانًا أخرى تفيض مني الكلمات.

 

6. في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟

نعم، الأدب باقٍ، ومن وجهة نظري، أجد أنَّ القارئ كلَّما قرأ أكثر، كلَّما تفتَّحت أمام عقلهِ مساراتٍ كان يجهلها. الأدب يحدد وجهتنا ويعلِّمنا ما نجهلهُ، ومهما ارتقينا بكلماتنا، فنحن لا نزال نتعلم من الأدب كل يومٍ أكثر.

 

7. كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟

أتمنى أن يتم تعليم الأدب بالطريقة الصحيحة وتذكير جيلنا الحالي بأدبنا وثقافتنا ولغتنا وتنميتها. أرى أنَّنا لم نصل بعد إلى قوة الأجيال السابقة في الأدب.

 

8. هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟

النقد الأدبي هو بوصلة الكاتب، فمن خلاله يهتدي إلى عثراتٍ قد غفل عنها. أرى أنَّ النقد الأدبي ضروري، وكوني كاتبة، أتقبَّله على نفسي وأنتقد غيري بطريقةٍ راقية ولطيفة، بهدف التحسين من الكتابة، رفع المستوى، وتفادي العثرات.

 

9. أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟

أرى لِاسمي صدىً واسعًا إن شاء الله، فمن خلال خطواتي البسيطة خلال هذه السنوات القليلة، أعتبرُ نفسي أنَّني أنجزتُ ما كنتُ قد خططتُ لهُ. أطمحُ أن يكونَ لي كتابًا خاصًا بنصوصي يقتنيه كلَّ مَنْ يُفتِّش عن نفسه داخل الكلمات. آمل أيضًا أن أتعلم أكثر عن الخطوط، فأنا أجيد الكتابة بخط النسخ، وتخيَّلي معي جمالية الكلمات حينما تُكتب بخطٍ جميل أيضًا! كما أتمنى أن يكون لفريقي “أترجة الأدب” بصمة مؤثرة في سوريا، وأن تكون نشاطاتنا مجسدة على أرض الواقع.

 

10. هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟

الكتابة بالنسبة لي تلقائية، تأتي في أوقات الفراغ والزِحام، في الصحوة والغفوة. حالما تأتيني الفكرة، أكتبها.

 

11. تظل أفكار الكاتب معينًا لا ينضب، وجعبته لا تخلو من بوحٍ جديد، فهل ثمّة مشاريع أدبية تلوح في الأفق، تبشّر القرّاء بالمزيد من إبداعك؟

أكتبُ بنهمٍ دائمًا وأحاكي كلَّ المشاعر. لن ينضب قلمي ولن يجُف، وكلَّ الذي أكتبُه موجود على صفحة نصوصي التي أسميتها “مطر أيلول”.

 

12. ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟

أنصح الكاتبات الشَّابات بألا يخجلن من مواهبهن، وأن ينضممن لمجموعاتٍ أدبية تساهم في إعدادهن إعدادًا صحيحًا. الأمر متعلق بالخطوة الأولى؛ ما إن تجرأنَ وقلنَ “سنفعلها”، فإنَّهنَّ قادرات. الأحلام ليست مستحيلة ما دمنا نواصل السعي تجاهها، وعلينا السعي، ومن الله التوفيق. كل كاتبة قادرة على إحداث تأثير وفارق في مجال الأدب، حتى لو كان بسيطًا.

عن المؤلف