11 فبراير، 2025

من اميرة الماضي الاسود 

Img 20250119 Wa0117(8)

 

للكاتبة رضا رضوان (وتين)

نغوص في بحر التردد ولا نعرف الوجهة، رغم أننا كنا قد حددنا الهدف، لكن مع مرور الأيام نشعر بحيرة كبيرة.

 

بعد رفض الملك أيسلند لعرض الملك ريتشرد، قرر الملك ريتشرد أن يتفاوض معه، ليقول: “اسمع، أيس، أنت صديقي حتى لو رفضت ذلك، هذا لا يغير الواقع. لكن بعيدًا عن الصداقة، نحن ملكان، ويجب أن نتفاوض مهما كانت الظروف.”

 

يرد الملك أيسلند متفهمًا: “حسناً، ولكن يجب أن تأتي بمفردك ونتحدث كرجال، كلٌ لديه مصلحة. هل سمعت؟”

 

يهز الملك ريتشرد رأسه قائلاً: “حسناً، لك ما شئت.”

 

في تلك الأثناء، جاء أرثر لإنقاذ طفلته التي أحبها من الوهلة الأولى، ليجد صغيرته قد تحولت بالكامل إلى مخلوق من الماريون. أصبحت عينيها بلون شفاف، وشعرها أشقر يميل إلى البياض، حتى جلدها أصبح مثلهم. ليصرخ: “ماذا يحدث، جود؟ جود، هذه أنتِ، صحيح؟”

 

ترفع جود ناظريها أخيرًا وتقول بصوت مفعم بالدموع: “أرثر، هل هذا أنت؟” لتتفجر شهقاتها ودموعها كالشلال. تقول: “لماذا تركتني؟ لقد كنت أبحث عنك.” يتقطع قلب أرثر من منظرها، ويقسم أنه سيحميها حتى لو اضطر إلى الوقوف ضد والده.

 

عند الملكين:

الملك ريتشرد غاضب من صديقه الذي لا يريد سماعه. يقول: “ما بك؟ هل نسيت عشتنا وكيف كنا معًا أم ماذا؟”

 

يهمهم الملك أيسلند: “لا لم أنسَ، بل أنت من نسيت وقمت بخيانتي وخداعي.” يتحول صوته الغاضب إلى صوت يملؤه الحزن والحنين: “اعتبرتك أخي وأعز صديق، ولكنك قتلت أسرتي، يا ريتشرد. طعنتني وأخذت مني أغلى ممتلكاتي.”

 

يربت الآخر على كتفه ويقول: “صدقني، أيس، أنا لم ولن أفعل ذلك بصديقي. أريد تفريقنا. أنت تعرف ذلك أكثر مني. أقسم بحياة ابنتي التي ليس لي سواها أني لم أفعل ذلك، يا صديقي.”

 

ليستشعر الملك أيسلند نبرة الصدق ويقول: “صدقتك، ولكن من هؤلاء الأوغاد؟ من هم؟”

 

يردف الملك ريتشرد: “لقد كان ملك الجنوب متآمرًا مع وزيري السابق. وقد علمت بالأمر وقطعت رأس الوزير وغزوت الجنوب انتقامًا لك يا صديقي.”

 

يقول أيسلند: “لماذا لم تخبرني بذلك يا ريتش؟”

 

ليتنهد الملك ريتشرد قائلاً: “وهل سمحت لي بذلك وأنت لم تستمع لي؟ كانت نار انتقامك أقوى من صداقتنا.”

 

“آسف يا أخي، آسف. سامحني، سامحني أرجوك. لن أصدق أحداً أبداً.”

 

“لا عليك يا أيس، فأنا أعلم طبيعتك. تبدو كقشرة جوز الهند، صلب القشرة ورقيق اللب. أريد سؤالك: أين هي ابنتي جود؟”

 

يرد أيسلند بصراحة: “لقد أدخلتها السجن.”

 

يصدم الملك ريتشرد بما قيل له ويقول بغضب مكتوم: “ما بك؟ هل الزمن غيرك هكذا؟ حسنًا سأخذها الآن. أعطني إياها.”

 

أيسلند: “آسف بحق. آسف، ولكن لا أستطيع ذلك حتى لو أردت.”

 

ريتشرد: “ولكن لماذا؟ لا أفهمك بحق. لم أعد أفهمك يا صديقي.”

 

ليشرح له أيسلند أن جود قد شربت من النهر المقدس وأصبحت منهم. حتى أنه تم تفعيل كتاب يقيم سلوكها وتصرفاتها، وقد سجلت رسماً لديناء.

 

“ماذا؟ ماذا تقول؟ حسنًا، ما هو الحل؟ أريد أن تعود معي، أرجوك أخبرني.”

 

يكمل أيسلند: “هناك طريقة واحدة وهي قتلها بطعنة في القلب، وستنسى من تكون لفترة.”

 

“لا! لا لن أفعل ذلك. هذا مستحيل!” كان رده قاطعًا وصارمًا. لذا قرر الملك أيسلند اتخاذ خطوة قد تصلح الماضي.

 

“ريتشرد، أريد أن أطلب طلبًا منك. أريد تزويج أرثر من ابنتك. هل تسمح بذلك؟”

 

أشياء لم تخطر لنا على بال، ولكن كان القدر أقوى منا.

 

ماذا وكيف سيحدث؟ لننتظر الجزء الأخير وآخر رحلة ترسو عليها أميرة الماضي الأسود.

عن المؤلف