11 فبراير، 2025

زاوية واحدة لا تكفي

Img 20250209 Wa0098

 

كتبت: هاجر حسن

 

في إحدى الغابات، غُرِسَت قوائم نملة صغيرة في الوحل. مرَّ بها الأسد، فرفق لحالها وحفر حولها حتى تحررت، ثم مضى في طريقه. ومنذ ذلك اليوم، كلما سألها أحد عن أطيب حيوانات الغابة، أجابت بثقة: “الأسد.”

 

وفي يوم آخر، هجم الأسد على قطيع الغزلان، وافترس إحداها. منذ ذلك الحين، رأت الغزالة أن الأسد أشرس حيوانات الغابة.

 

كانت النملة ترى في الأسد كائنًا رحيمًا، فنصحت صديقها الأرنب أن يصادقه. أما الغزالة، التي أبصرت وجهًا آخر للأسد، فحين سمعت حديثهما، حذرته قائلة: “إنه حيوان شرس، لا يصلح للصحبة.”

 

لكن الأرنب وثق بنصيحة صديقته النملة، ولم يُبالِ بتحذير الغزالة. فتوجه إلى الأسد راغبًا في صداقته، فابتسم له الأخير، ثم انقض عليه وأكله.

 

كل مخلوق يبصر العالم من زاوية تجربته الضيقة، فلا ترجح نصيحة القريب على الغريب قبل أن تعقلها.

عن المؤلف