أميرة الماضي الأسود

Img 20250119 Wa0117(7)

للكاتبة: رضا رضوان (وتين)

 

عندما نقف في نقطة معينة، نظن أن العجز هو تلك النقطة، بعدها نستسلم لليأس، ومن ثم نختار إما أن نكمل أو نقف ونجعل اليأس حليفًا لنا.

 

نعود للحاضر، حيث تنهد الملك ريتشرد بحزن ليهم قائلاً: “أين أنتِ يا ابنتي؟ ترى كيف تُعاملين هناك؟ وهل سألتقي بصديقي العزيز لأشرح له أم لا؟ آه يا إلهي، ماذا أفعل؟”

 

مكان جود  

جاء الحارس ليعطيها الطعام، لكن كانت نظراته لها تضايقها كثيرًا، فخافت وابتعدت حتى استندت إلى الجدار. 

 

كانت جود خائفة تنتظر المجهول، وتنتظر المساعدة من أحدهم.

 

بالنسبة لأرثر، فقد استطاع الهرب من الغرفة، ونجح بدهاء في خداع الخدم. ها هو الآن متوجه إلى السجن، مكان جود، ليساعدها. فهو قلق عليها ويعلم أنها الآن خائفة وتبكي، ولن تستطيع البقاء أكثر.

 

الملك أيسلند أرسل مع خدم موثوقين لديه رسالة إلى الملك ريتشرد، يخبره أنه قام باحتجاز طفلته المدللة، ويعلم جيدًا أنه سيجن جنونه.

 

عندما وصلت الرسالة إلى القصر، كان الجميع في حالة استنفار. فقد كان الملك ريتشرد غاضبًا ويلعن في داخله من أوصله إلى هذه النقطة. جمع جنوده جميعًا، جيشًا كبيرًا قويًا تهابه الممالك من الغزو. حتى وقفوا على باب الغابة المحظورة، وحاولوا الدخول وكسر الباب، لكنهم لم يستطيعوا، فهو كبير وضخم، ويستحيل فتحه إلا بإذن ملكه. سمع الملك أيسلند بذلك، وضحك بخبث، ووقف على حصن الباب، ونادى الملك ريتشرد قائلاً: “أوه صديقي العزيز، هنا أهلاً أهلاً، نورت داري يا صديقي، أو أقول أخي الذي طعنني، وأنا أفديه بروحي…”

 

كانت النظرات بينهما حادة، كل منهما يرمق الآخر بنظرة خاطفة ملؤها الخذلان والقهر والحسرة واليأس من صداقتهما المشتركة.

 

ليهم الملك ريتشرد: “لا يا صديقي، فأنا لازلت جدارك الذي تستند عليه. أنا صديقك، يستحيل أن أفعل ذلك. ولكن أنت الذي لا تستمع لي، لا تتفهمني. لم أستطع الشرح لك. اسمعني لأجل العشرة التي كانت أيام عز لي. استمع لي.”

 

الملك أيسلند فكر في الاستماع له، ولكن كبرياءه طغى عليه ليرفض رفضًا قاطعًا.

 

“علاقاتنا تبنى على خيط متين مهم يسمى الثقة. فإذا انقطع الخيط، كسرت الثقة.”

 

هنا سنتوقف يا أصدقاء. فسفينتي سترحل في الغد لتخبرنا بما جرى، وهل سيتصالح الصديقان أم أن الحرب قائمة.

عن المؤلف