كتبت: ملاك عاطف
‘وأنت تعود إلى البيت بيتك، لا تنس شعب الخيام’
وهل ينفعهم التذكر يا سيدي؟ وهل يريح ضمائرنا عدم النسيان؟ وهل يستطيع تذكرنا أن يحل عقدة الناجي التي كتبت على قواعد بيوتنا أنها رفاهية؟
يستحيل أن ننساهم؛ فمشاهدهم في العراء لا تغيب عن بالنا لحظةً واحدة، ولكن الخيام حكمت أن يفترشوها، ولا سلطة لقلة حيلتنا عليها.
وفوق تلك الاستحالة يقف ضميرنا؛ ليملي علينا أوامره، فنحفظ المقاطع المعروضة على الشاشات ولا ننقص منها مشهدًا واحدًا، ثمّ نعيد تكرارها ونحن تحت تأثير مخدر العجز! فمنذ بدء الحرب، صارت متابعتنا لأخبارهم أولًا بأول هي البرهان القطعي الوحيد على ضمائرنا الحية.نحن لا نتذكرهم فحسب، بل نحفظ ملامحهم في أعماق الذاكرة، ونكتب قصصهم كل يومٍ في مذكراتنا متجاهلين تفاصيلنا الصغيرة وهمومنا، وننسخ أحلامهم المؤجلة في كراساتنا، ونملأ سطور التاريخ بأسمائهم وبطولاتهم. ولكنهم مع كل هذا، ما زالوا عالقين في صدمة الحرب يواجهون مخلفات الدمار وحدهم، وما زلنا نصارع الخذلان ونحاول الخلاص من عقدة الناجي التي جعلت من الضرورات ترفًا حين أُكِلت حقوقهم بافتراس، فماذا عسانا أن نفعل؟
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية