10 فبراير، 2025

الحرية

Img 20250201 Wa0139

كتبت/ مريم نصر 

 

الحرية هي أغلى ما يسعى إليه الإنسان منذ الأزل. إنها الحق الطبيعي الذي يولد مع كل فرد، والشعور الذي يجعل للحياة معنى وقيمة. هي القوة التي تمنحنا القدرة على اتخاذ قراراتنا بأنفسنا، واختيار مساراتنا دون قيود تُفرض علينا من الخارج.

الحرية ليست مجرد كلمة تُقال، بل هي مسؤولية تُحمل. فالحرية الحقيقية تعني أن نعيش كما نريد، دون أن نؤذي الآخرين أو نعتدي على حقوقهم. إنها التوازن بين رغباتنا الفردية وبين احترام القوانين والقيم التي تضمن سلامة المجتمع ككل.

الحرية قد تأخذ أشكالاً مختلفة؛ هناك الحرية الفكرية التي تتيح لنا التعبير عن آرائنا دون خوف، والحرية السياسية التي تمكّننا من اختيار من يمثلنا ويحكمنا، والحرية الشخصية التي تمنحنا حق اتخاذ قراراتنا الخاصة في حياتنا اليومية. ولكن الأهم من كل ذلك هو الحرية الداخلية، تلك التي تكمن في قدرتنا على التحرر من الخوف والشكوك والأفكار السلبية التي تقيدنا من الداخل.

على مر التاريخ، خاض الإنسان معارك طويلة من أجل الحرية. دفعت الشعوب أثماناً باهظة للتخلص من الاستعمار والطغيان، وواجه الأفراد تحديات كبيرة للتحرر من القيود الاجتماعية والاقتصادية. الحرية ليست هبة تُمنح، بل هي حق يُنتزع، ومسيرة طويلة مليئة بالتضحيات.

ومع ذلك، الحرية لا تعني الفوضى. فالحرية بلا مسؤولية قد تتحول إلى فوضى تهدم كل شيء. لذا، يجب أن نستخدم حريتنا بحكمة، وأن ندرك أن حريتنا تقف عند حدود حرية الآخرين.

في النهاية، الحرية هي الحلم الذي يسكن في قلوب الجميع، وهي الجسر الذي يصل بنا إلى تحقيق الذات. إنها ليست مجرد حالة نعيشها، بل هي أسلوب حياة يجب أن نحافظ عليه وندافع عنه، لأن الحرية هي الحياة نفسها.

“الحرية هي النور الذي يضيء درب الإنسانية نحو الكرامة والسلام.”

 

 

عن المؤلف