حب منذ الولادة (3)

Img 20250124 Wa0117

كتبت منال ربيعي 

(مروان)

 

لماذا كل هذا الغياب؟ يا الله… هل عادت حياتي للركود مرة أخرى؟ الأيام تسير ببطء كما كانت، والحياة فقدت إيقاعها ومعناها… كل هذا بسبب غيابها.

 

ماذا حدث لي؟ لماذا أشعر أن قلبي ينتفض حزنًا؟ لا، بل أقلع عن النبض تمامًا. وكأنني عدت للتجمد والسكون، فتوقف قلبي تلقائيًا عن النبض وكأنه اختنق داخل صدري، يعلن انسحابه من الحياة.

 

 

(نفض رأسه بقوة، محاولًا طرد الأفكار عنها)

 

ربي… أعِدها لي، فهي أختي.

 

 

لم يكن يعلم سبب هذا الغياب الطويل. حاول إقناع نفسه أن الأمر فيه خير. لكن قلبه أبى أن يستسلم، وبدأ يرسل لها الرسائل كعادته، رغم يقينه أنها لن تقرأها. كان يجد في الكتابة لها عزاءً خفيًا، ويتمنى عودتها يومًا ما.

 

(مروة)

 

هل حقًا الدراسة هي ما شغلني؟ لكنني بحاجة إلى بعض المراجع… سأعيد تشغيل الإنترنت مرة أخرى.

 

 

فتحت صفحتها الشخصية، لتجد كمًّا هائلًا من الرسائل من (مروان):

 

“أختاه، لماذا كل هذا الغياب؟”

 

“أسأل الله لكِ التوفيق”.

 

 

كانت الرسائل كثيرة، مليئة بالقلق والشوق. ابتسمت بخجل وهي تفكر:

 

لهذه الدرجة افتقدني؟

 

 

(مروان)

لم يصدق عيناه عندما وجد صفحتها نشطة!

 

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالكِ أختاه؟ لماذا كل هذا الغياب؟ عسى أن يكون خيرًا”.

 

 

(مروة)

 

“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا عليك. كنت أذاكر وخشيت أن يؤثر الفيسبوك على تركيزي مع الكتب. وأنت، كيف حالك؟”

 

 

(مروان)

 

“أنا بخير، والحمد لله، أموري تسير على ما يرام”.

 

 

(مروة)

 

“الحمد لله”.

 

 

(مروان)

 

“المهم أنكِ بخير…”

 

 

يتبع…

عن المؤلف