صعوبة الشرح تجبرنا على الصمت دائمًا

Img 20250129 Wa0129

 

بقلم: سارة عماد. 

 

في زحام الأفكار المتناثرة، تُعاني القلوب من عتمة لا تُرى، فهناك أحيانًا ما يكمن داخل النفس من مشاعر وأحاسيس تتجاوز حدود الكلمة، نواجه أحيانًا مشاهد من الحياة لا يمكننا التعبير عنها، كما لو أن الكلمات تتهمنا بالخيانة.

تتسلل المشاعر إلى النفس، وتمتزج معها الألوان والأصوات، لكن عند محاولة الحديث عنها، نجد أن اللغة تُنقص من وهج الشعور، أو لا تُعبر بدقة عن عمق التجربة، تتراقص الأفكار في عقولنا، لكن عندما يأتي وقت النطق، نصطدم بحائط من الصمت، وكأننا نكتشف عجزنا عن نقل ما نعانيه، ومع مرور الوقت، يتحول الصمت إلى صديق مؤنس، نحتفظ فيه بأسرارنا وآلامنا، بينما النور في القلب يغيب، نراقب الحياة من بعيد، نشعر بكل ما يحدث، لكن لا نجد في ذواتنا القوة للحديث، تظل الحروف حبيسة أذهاننا، بينما الواقعية تنتهك حريتنا في التعبير، وفي الأوقات التي نحتاج فيها بشدة إلى الاعتراف بما نشعر به، يظل الصمت هو الخيار الأكثر أمانًا، صمت يحمل في طياته الكثير من المعاني، ولكنه في النهاية، يُشعرنا بالعزلة؛ قد نسعى لتعويض هذا الصمت بكتابةٍ، أو فنٍ، أو مجرد تأمل، لكن يبقى السؤال: متى سنجد الكلمات التي تُغني عن الصمت وتعيد إلينا الأمل في فهم الذات؟

ربما تكون الصعوبة في الشرح ليست مجرد عجز عن التعبير، بل دعوة للتأمل، محاولة فهم النفس أولًا قبل الحديث عنها، وفي خضم هذه الرحلة، نكتشف أن الصمت أحيانًا قد يكون أكثر تعبيرًا من الكلمات، لكنه أيضًا يحتاج إلى الجرأة للانطلاق نحو التعبر الكلي. 

في النهاية، دعونا نسعى دائمًا لتخفيف ثقل الصمت؛ لاكتشاف تلك الكلمات التي تُعيدنا إلى أنفسنا وإلى الآخر، فنعيش تجاربنا بشكل أكثر صدقًا ووضوحًا.

عن المؤلف