أميرة الماضي الأسود – الجزاء الخامس  

Img 20250119 Wa0117(4)

 

للكاتبة: رضا رضوان (وتين)

 

متاهة الحياة كمتاهة القصور، وظلامها كظلام الحياة. هكذا هي في منظور الناس، فلا يعرف كيفية الخروج منها إلا ساكنوها.

 

دخلت جود إلى تلك الغرفة الموحشة والكبيرة، غرفة فاخرة تدل على البذخ والثراء. لونها غريب، وتزينها أشياء مخيفة: كراسي دب معلق، وجلد نمر، وحيوانات محنطة أخافتها كثيراً وارتعشت أوصالها. لتقطع استكشافها على صوت الملك الغامض أيسلند.

 

“ما بك يا فتاة؟ هل أعجبتك غرفتي؟” قالها بابتسامة مستفزة.

 

أخافت الأخرى، لتجيب وهي تتأتأ: “اااا آسفة، أيها الملك.” لتنحني بأدب وتكمل: “تشرفت بك، أيها الملك الطيب. شكراً لك على استضافتي الجميلة.”

 

لتعجبه تلك الحركة التي تخبره أنها حقاً فتاة ملكية.

 

“أهلاً بك عزيزتي، كيف أنتِ؟” 

 

لتجيبه وقد أحست بالارتياح معه: “الحمد لله، بخير. شكراً لك سيدي على لطفك.”

 

ابتسم أيسلند وقال: “إذاً، أيها الجميلة، أخبريني من أنتِ.”

 

“أنا أميرة الغابة الشمالية: ابنة الملك لوسيفر. أتيت إلى هنا عن طريق الخطأ.”

 

ليقف بعدها الملك أيسلند بصخب: “أنتِ ابنة لوسيفر إذن! ها قد أتت الفرصة لأنتقم من ذاك البشر العائن. سأريه!” 

 

صرخ صرخة مدوية أخافت الخدم. أتت الحراس إليه ليخبرهم: “خذوا هذه الفتاة من أمامي وضعوها في السجن الآن.”

 

أما صديقتنا فقد كانت مذعورة وخائفة، ترتجف من صراخه ودموعها كاللؤلؤ تخرج واحدة بعد الأخرى. تتمنى في هذه اللحظة أن يأتي آرثر لمساعدتها، ولكن آرثر قد اختفى ولا تعرف أين هو الآن.

 

عند آرثر…  

كان في انتظار جود بتوتر شديد لدرجة أنه لم يعد بإمكانه الصبر. فحاول الدخول رغم تردده، ولكنه قام بها، واذ به يرى حراس الملك يمسكون بجود. ليصرخ: “أبي، ما بك؟ لمَ تدعهم يمسكونها هكذا؟ توقف!”

 

نظر الملك أيسلند إلى ولده باستهزاء مردفاً: “تحبها، أليس كذلك، آرثر؟”

 

ليصرخ: “تحبها! أجبني أيها الحقير!”

 

لينظر إليه آرثر بنظرات قوة: “أجل أحبها، بل وأعشقها من النظرة الأولى. لمَ أبي؟ ارجوك دعها لي، ارجوك أخبرني ماذا فعلت لك.”

 

لتردف جود: “آرثر، لم أفعل شيئاً. ارجوك انقذني.” لتبدأ دموعها بالنزول.

 

تأثر آرثر، ولكن الملك بقي على موقفه يفكر بالانتقام من أبيها عن طريق جود.

 

أما ملك الغابة الشمالية فكان خائفاً من أن تقع جود في قبضته، خائفاً من الانتقام القادم وكأنه أحس بما يحدث هناك.

 

ترى ماذا سيحصل لجود؟ وهل سينقذها آرثر؟ وهل ستكتشف حقيقة سكنى الغابة المحظورة والعلاقة بين الملكين أم لا؟

عن المؤلف