السم الحديث

Img 20250126 Wa0106

 

كتب وليد اسماعيل 

عزيزي القارئ، كالمعتاد دعني أبدأ حديثي بالسلام، ثم بالصلاة على خير الأنام. الآن سأقص عليك.

 

اسمي بشار وأنا موريتاني الجنسية، خبير في الإلكترونيات، وأستطيع فعل ما أريد وقت ما أريد بواسطة جهاز الحاسوب الخاص بي، حيث كنت أمارس التطفل الإلكتروني على حسابات الآخرين من أجل كسب المال بالضغط عليهم.

 

دعني أشاركك الآن بعض ما كنت أفعل لكي تكون معي. في يوم ما كنت على حاسوبي الخاص أجوِّد الحسابات يميناً ويساراً بحثاً عن فريسة تقع بين مخالبي، فوجدت حساب فتاة كان سهلاً اختراقه. تمكنت منه بكل سهولة لأصل إلى ملفاتها وبعض صورها الخاصة. كانت صورة تعتبر عادية بالنسبة لفتاة محجبة، ملتزمة، ولكن هيهات أن تكون ذلك، والصورة بين يدي الآن. جلست أعدل في الصورة إلى أن جعلت منها صورة راقصة في أحد الملاهي الليلية. قمت بإرسالها إليها، ففزعت الفتاة وأصبحت تراسلني وتتوسل إلي لكي أمسح هذه الصور. فقلت لها: إذا لم تدفعي لي ما أريد، سأقوم بنشرها بين أهلك وأصدقائك. ففزعت الفتاة وكان طلبي مبلغاً من المال، فقامت بدفع المبلغ، وبعد ذلك حذفت بعضاً من صورها، وتركت الآخرين لعلي أحتاج إليها في وقت آخر. أراك الآن، عزيزي، كم كنت حقيراً.

 

دعني أشاركك الآن لكي يزداد احتقارك لي. بينما كنت أتجول كي أحصل على ما أريد، وجدت صورة لأحد رجال الأعمال المشاهير. فقمت بسرقة الصورة وتحويلها إلى صورة لأحد الشواذ جنسياً، في شكل مخل بالاحترام، ثم أرسلتها إليه. فذعر مما شاهد، وترجاني كي أحذفها لأنها ستؤثر على وضعه الاجتماعي، وستدمر جميع الصفقات التي يود أن يبرمها في وقت لاحق. بدأت في الضغط عليه ومارست أشد أنواع الابتزاز حتى وصل السعر بيننا إلى ثلاثة ملايين دولار، وبعد ذلك مسحت تلك الصور.

 

هكذا، يا عزيزي، كنت أحصل على ما أريد في أي وقت. حتى جاء ذلك اليوم الذي غير حياتي. في يوم كنت فيه مريضاً جداً، ذهبت إلى الطبيب لكي يعالجني، كنت أعاني من ألم في كليتي. وصلت إلى الطبيب، لكن وجدت ثمن التذكرة كان فوق مقدرتي، فلم أكن أحمل معي الثمن الكافي للعلاج. وتجرد المحاسب الذي يعمل مع الطبيب من الرحمة، حيث طلب مني أن أدفع وإلا سوف يطردني. جلست أتوسل له بعذابي وقلة حيلتي، بينما كنت أترجى كي يسمح لي بمقابلة الطبيب.

 

بينما كنت في هذه الحالة، أقبل الطبيب نحونا بعد أن سمع صوت توسلي للمحاسب، وكانت الصدمة أن يكون هذا الطبيب هو أحد الضحايا الذين مارست معهم أشد أنواع الابتزاز. وقد عرفني وقرر أن يعالجني دون أن يطلب مني شيئاً. كان هذا هو أشد عقاب لي في حياتي، حيث استحقرت نفسي خجلاً مما فعلت في حق هذا الطبيب وغيرهم من الناس. خرجت وأنا في حزن، ولكن قررت التوبة فوراً والتوقف عن كل ما أفعله، لعل الله يغفر لي، وهو الغفور الرحيم.

 

!

عن المؤلف