كتبت: زينب إبراهيم
سؤالاً طرح على ذهنها وهي تمسك الآلة والشيطان يملي عليها كلمات والدها السامة كما تدعوها، فآنى لها تحمل كل ذلك؟ ويظهر على التلفاز أناس تكرموا بعدما حققوا نجاحات باهرة في حياتهم؛ فقالت لنفسها: لا ينقصني إلا هؤلاء.
الأم: إلى ماذا تنظرين يا حبيبتي؟
الفتاة: إلى قرنائي أمي، فأنا أرى ذاتي في كل ناجح ومبدع؛ لأنني لا أملك القدرة على البقاء مثلهم، فأنا أسيرة أبي.
الأم: أعلم أنكِ لا تحقدين عليهم، لكن أصبري قليلاً غدًا يأتي من يمكنك معه بتحقيق كل ما تحلمين به.
الفتاة: أنا لا أحب العبوس أو القنوط أماه، لكن لماذا يفعل بي أبي كل ذلك؟ هل استحق أن يعاملني بجفاء هكذا أم أنه كان يرجو قدومي فتى؛ لذلك يعاملني بحدة في كل مرة يرى فيها وجهي؟
الأم: لا ابنتي، فهو من قال أنكِ بعشرة أولاد بالنسبة له.
ضحكت ساخرة من قول والدتها ومن حياتها؛ ثم دخلت غرفتها من جديد بعدما ذهب لرؤية أحد أصدقائه في العمل، فكلما تهم بأخذ قسط من الراحة وتنام عنوة عن آمالها الواهية وصداها التي يتكرر في عقلها تخفق وتحدث صورتها المعلقة على الجدار: كفى يا ابنتي، فأنا أود النوم دون التفكير في شيء ألا تشعرين بالصداع كلما فكرتِ في حياتك؟ كفى بكاءًا على مستقبل لن يحدث منه شيء هو تسلسل عليكِ اتباعه فحسب وليس يأس؛ إنما واقع مرير يعاش.
الأب بصوت جهوري: أيتها الفتاة عديمة الجدوى تعالي إلى هنا.
الفتاة: نعم أبي.
الأب بسخرية: مطيعة جدًا أيتها الغبية.
ابتسمت بجزع إليه وهي تستمع لما يريده بعد ذلك ذهبت لفعل ما أراده.
الأم: ماذا يريد منكِ؟
الفتاة: أمي أنا مرهقة هل لكِ بتركي الآن؟
الأم: حسنًا أسعدك الله يا ابنتي.
آمنت على دعائها وذهبت لإنهاء أوامر والدها الذي لا يكف عن نعتها بصفات لا تحبها وتعشق الحياة الخيالية التي ترجو أن تكون حقيقية للحظة واحدة.
الأب: هيا لترقدي في سريرك حتى تستيقظين مبكرًا، فأنتِ تنامين إلى وقت الظهيرة كل يوم.
على غير العادة ابتسمت له قائلة: حسنًا أبي، تصبح على خير وذهبت إلى غرفتها وهي مستسلمة لنومها العميق الذي تشعر أنه ملاذها بعد حديثها مع ربها سبحانه وتعالى.
جاءت الأم إليها وعلى وجهها علامات الاستياء قائلة: ابنتي استيقظي جاء ابن عمك للسؤال عليكِ.
الفتاة بصدمة: ماذا؟
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية