10 فبراير، 2025

ما بين الغرق والرجاء

Img 20250102 Wa0034

 

 

كتبت: خولة الأسدي

 

لديَّ عدَّةُ مواضيعَ أرغبُ في الكتابةِ عنها، ولكنَّ شيئًا ما يُقيِّدني، وكأنَّهُ عقابٌ لي على تجاهلي لها حينما أتتني راغبةً، فأجَّلتُها إلى حينٍ، فإذا بها ترفضُ المجيءَ كما رفضتُ الاستجابةَ!

 

وهكذا قررتُ أن تكونَ اليومَ رسالتي الأولى لك.

في الحقيقةِ، كنتُ قد فكَّرتُ بالكتابةِ إليكَ كلَّما وجدتُ فرصةً لذلك، ولكنِّي الآن، ما إن أخذتُ الهاتفَ لأفعل، لم أعرفْ كيف، ومن أين أبدأ، وماذا سيكون المحتوى!

وأمامَ حيرتي، تساءلَ ذهني: إذا كان هذا الحالُ مع الرسالةِ الأولى، فماذا سيحدثُ مع البقيةِ التي قررتها؟!

 

وحقًّا لا أملكُ إجابةً سوى تركِ الأمورِ للظروف.

 

وبعيدًا عن كلِّ هذا، دعني أخبركَ أني أصبحتُ كثيرةَ التفكيرِ فيكَ مؤخرًا، بحدٍّ دفع بي لرؤيتكَ في كلِّ العابرين، وكلَّما اتضحَ لي خطأُ ظنوني، زادتْ حيرتي أمامَ غيابِكَ اللامفهومِ لمتاعبي التي تملكُ كلَّ حلولِها، لكنَّكَ – على ما يبدو – لا تريدُ مدَّ يدِ المساعدةِ التي أنتظرُها بلهفةِ غريقٍ لا يرى له من منقذٍ سواكَ.

 

وحين يتملكني اليأسُ من نجدتِكَ، أتساءلُ: أيُّ مبرراتٍ تلك التي ستُقدمُها لي لاحقًا فتكفلُ لك غفراني؟

وأشرعُ في تعديدِ سبعينَ ألفًا من الأعذارِ، ورغم ذلك لا يقتنعُ قلبي، وأجدني عاتبةً عليكَ خذلاني.

 

وحينما وجدتُ حزني منك يحاولُ مزاحمةَ أحزاني التي أردتُ وجودَكَ لتساعدني على التخفيفِ منها، فكرتُ أن الكتابةَ لك لربما ساعدتني في التخلصِ منه، والتخفيفِ من البقيةِ، فكانت هذه البدايةَ، والآتي متروكٌ لغيابِكَ وللأيام.

عن المؤلف