الكاتبة إيمان القاضي في حوار خاص لمجلة إيفرست الأدبية

Messenger Creation F4dd402a B5f2 45c7 8f9d C0e295e31541

 

 

حوار: عفاف رجب 

 

الموهوبات يمتلكن قدرة النظر للأشياء مثل الجميع، لكن يبدعن في صنع شيء مختلف، وعندما تعتقد أنك غارق في حالة من الفوضى، استغلها وأخلق موهبة جديدة، فمعنا اليوم موهبة جديدة تصنع من نفسها مجدًا دون منازع.

 

 

نكشف عن موهبة جديدة وهي الكاتبة إيمان القاضي، تبلغ من العمر الـ٢٢ ربيعًا، مواليد محافظة أسيوط وتقيم بالأسكندرية، تهوى الكتابة، حاصلة على ليسانس الشريعة الإسلامية، تمتلك عدة مواهب منها؛ الإنشاد، والتصيم، التصوير الفوتوغرفي للطبيعة، والرسم، الصحافة والتحرير.

 

وإليكم حوارنا مع الكاتبة إيمان القاضي…

 

_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتبة، حديثنا عن هذا الجانب وهل تحددين مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟

 

في البداية كُنت أكتب منذ الصغر؛ فكنت أحيانًا أكتب يومياتي، وأحيانًا أخرى أكتب بعض الخواطر والقصص القصيرة، وكنت أعرضها على بعض صديقاتي وكانت تنال إعجابهن، وعندما أردت أن أنشر كتاباتي بدأت بدخول مجال الكتابة في شهر ٢٠٢٢/٧م؛ فانضممت إلى كيانات عديدة ونشرت بها كتاباتي، وبعدها قُمت بالمشاركة في كتب ورقية وأُخرى إلكترونية.

 

بالنسبة لي الكتابة موهبة فطرية وضعها الله بداخلي، وأنا أعمل جاهدة على تطويرها بإلتزامي، ساعية لتنميتها والإرتقاء بها.

 

 

_لمَ بدأتِ بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟

 

في الحقيقة لا أعلم لمَ بدأت الكتابة، ولكن شيئًا ما بداخلي كان يدفعني لفعل ذلك، كُنت أُحدثني، أفرغ طاقتي وأفكار تشغل عقلي، أجدني بين أحرف كلماتي، أمضي قدمًا بين طُرق نصوصي.

 

أكتب اليوم لأن هناك شيئًا ما كان عالقًا بروحي وفي زاوية ما من قلبي بين ثنايا ضلوعي يريد أن يخرج، حديث يقف في منتصف حنجرتي ينتظر أن أسرده وأقصه على أحدهم.

 

نعم بالنسبة لي تحققت جدوى من الكتابة وإن كانت معنوية وليست مادية إطلاقًا؛ فأنا لا أعتبر الكتابة عملًا تجاريًا مُربحًا كما يفعل البعض، فإن الكتابة تُريحني، تسعد قلبي، وتشفيني، رغم أنني لم أتحصل منها على المال إطلاقًا منها كما يعتقد البعض بالعكس قد أنفقت من مالي الخاص عليها نتيجة لمشاركتي في الكتب الورقية لنشر كتاباتي وإخراجها إلى النور، وبالرغم من ذلك أرى أنني قد حققت إنجازاتي الخاصة بها حيث أنني بدأت في مجال الكتابة بخطوات صغيرة، انضممت لكيانات عديدة، وحصلت بها على المراكز الأولى؛ ثم بعد ذلك شاركت في الكتب الورقية والإلكترونية التي ذكرتها، وهي وإن كانت إنجازات معنوية صغيرة إلا أنني لا أزال فخورة بها، وما زلت مستمرة أملًا في تحقيق المزيد وحصد نجاحات أكثر وأكثر.

 

 

_هل واجهتِ بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

 

فقدان الشغف والضغط الكثير من عدة جوانب كان هو العقبة؛ لأنني أحب الإلتزام وإنجاز مهامي بدقة، فعندما تتزاحم الأشياء عليَّ أشعر بالضغط كثيرًا؛ ولكنني دومًا أتغلب علي الضغط وفقدان الشغف؛ فاستعن بالله وأخذ قسطًا من الراحة لأستعيد نشاطي وأفكاري ثانية.

وهناك بعض الكلمات السلبية التي سمعتها؛ ولكنني ركزت على ما لدّي وبِتُ أعمل، ولم أصغي أو ألقي لها بالًا؛ فأنا أعلم إن أصغيت لها لم أكن أصل إلي هنا؛ بل كانت ستجر بي إلى الهاوية،

أنا أصدق نفسي دومًا وأومن بها من أعماق قلبي وأعمل جاهدة لتطويرها والإرتقاء بها، وأعلم يقينًا أنها ستصل يومًا بفضل الله، ويكفيني أنها ما زالت تُحاول.

 

حمدًا لله لم تسبب لي كتاباتي مشاكل بل العكس أنا أسعد بها، فقط كان البعض يقول لماذا تكتبين إن لم تحصلي على المال من الكتابة؟ أتكتبين وتدفعين للنشر إذًا ما الغاية من هذا!

لكنني لم أفكر هكذا إطلاقًا، فالكتابة بالنسبة لي دواء لروحي وكهواء اتنفسه وليس له علاقة بجني المال، وخاصة أنني في البداية بالطبع أنامن سينفق، وهذه موهبة أعطاها الله لي وأنا أقدر هذا جيدًا وأحاول المحافظة عليها، أرى أن مشاركة أفكارك وشعورك مع الإخرين شيء جميل للعاية بالرغم من ذلك.

 

 

_بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

 

أن يتصف الكاتب بجمال الصياغة في الكتابة والأسلوب الذي يجذب القارئ للقراءة له، وأن يؤثر في القارئ بما يكتب حتى وإن كان لم يعيش ذلك، ورغم ذلك يُشعِر القارئ بأنه عاش كل حرف كتبه.

 

أُفضل الكتابات البسيطة العميقة التي تجذب القارئ في الوقت ذاته، رغم بساطة الكلمات؛ إلا إنها توصل المعنى العميق الذي يكمن بداخلها.

 

 

_بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟

 

أعتقد أنني تأثرت بكتابات البعض؛ فأنا أحب القراءة لكُتابٍ كثيرين وسأذكر البعض منهم:

 

_ د/ محمد طه.

 

_ حنان لاشين.

 

_ علا ديوب.

 

_ فهد عامر الأحمدي.

 

_ علي جابر الفيفي.

 

_ عائض القرني.

 

_ إسلام جمال.

 

_ أحمد عبد اللطيف.

 

أستمع الآن على إحدى منصات الكتب إلى كتاب “الفتاة لمن تشكو أحزانها” تأليف: د. هدى سعيد بهلول / د. عبد الله محمد عبد المعطي.

ومن هنا أنصح الفتيات بقراءته أو سماعه على إحدى المنصات إن توافر ذلك؛ فقد أعجبني للغاية واستفدت منه كثيرًا.

 

 

_هل من أعمال أدبية تم إصدارها للكاتبة؟ وإيلاما تطمح بالمستقبل؟

 

نعم شاركت في أعمال أدبية تم أصدراها وهي:

 

١- كتاب «حان وقت الرحيل» معرض القاهرة الدولي٢٠٢٣م.

 

٢- كتاب «القدر المحتوم» معرض القاهرة الدولي ٢٠٢٣م.

 

٣- كتاب «بئر نيموزين» بوڤار “بيت الأدب” للنشر الإلكتروني ٢٠٢٣م.

 

٤- كتاب «مشوار العمر» معرض القاهرة الدولي ٢٠٢٤م.

وهناك أعمال أُخرى قادمة بإذن الله.

 

أطمح في المستقبل أن يكون لي عمل فردي، سواء كان كتاب أو رواية، وأن أظل أعمل جاهدة لأطور أسلوبي الكتابي أكثر، وأن أسعى لأن أصل إلى حلمي بأن أكون كاتبة أدبّية وروائية، وبأن تصدر لي العديد من الكتب والروايات وأن تترجم إلي لغات عدة تصل لكل القراء من حول العالم.

 

 

_هل تعتقدين أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟

 

الكتابة موهبة، ولكن يمكن أن تصبح هواية، يمكن لأي شخص تعلمها والاعتياد عليها بالتمرين والممارسة حتى تُصبح هوايته.

 

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتكِ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

 

لقد واجهت النقد في البداية عندما كنت أنشر نصوصًا حزينة على التوالي، كان البعض يقول لمَ هذا الحزن الدائم؟ ولكنهم لا يعلمون أنني كنت مرتبطة بالكتابة في كيانات عديدة تضع لي صورًا وجُمل لأرتجل عليها على هذا النمط الحزين، ولم تكن لنصوصي علاقة بحالتي المزاجية أو حياتي الشخصية إطلاقًا بل كانت مُجرد إرتجالات أكتبها، فالإنسان لا يكون حزينًا أو سعيدًا على الدوام، وقد أنشر نص حزين وأنا في قمة سعادتي والعكس، وحيث أنني قد أوصلت شعور الحزن للقارئ وأنا أمارس حياتي الطبيعية بدون حزن فقد أبدعت.

الحمد لله لم يُؤثر النقد عليّ، ولم ألقي بالًا فأنا وحدي أعلم ماذا أفعل، ومن ثم أخذت أكتب وأطور من أسلوبي وأحقق العديد من النجاحات.

أقول للنقاد: لا تضعوا الحدود على كل أحد فورًا وأتركوا من لديه موهبة يُظهرها بدون إحباطه والتقليل من شأنه، كلمة دعم بسيطة كافية لتشجيعه والتطوير من أسلوبه.

 

 

_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.

 

وأنا يا عزيزي فتاة رقيقة كالورد،

خفيفة كالفراشات، لامعة كالنجوم،

جميلة كالقمر، شغوفة، حنونة، مُحبة، تهوى السماء والغيوم، فتاة فؤداها كأفئدة الطير، أثرها، حديثها، وصمتها، يومًا بعد يوم يعلو شأنها، تحلو الأيام بوجودها، تُزهر حياتك بقربها، فتاة ستحبك حُبًا جمًا إن اطمئن لكَ قلبها.

 

لـِ إيمان القاضي.

 

 

_ما النقاط الأساسية التي يجب أن يضعها الكاتب نصب عينيه عند بدئه بالكتابة؟ وهل يمكن لأي شخص أن يصبح كاتبًا؟

 

أن يكون طموحًا مُحبًا للكتابة ولِما يفعل، وله القدرة على الإلتزام، وأن يكون له أسلوبه الخاص، وأن يتحلى بالصبر وألا ييأس من كثرة المحاولة، وأن يكون شجاعًا في مواجهة العقبات التي يراها.

 

يمكن لأي شخص كتابة أشياء تعبر عنه بكلمات بسيطة، فالبعض يُخطط لمهامه، والبعض يكتب يومياته، لا تقتصر الكتابة على من لديه الموهبة فقط.

 

 

_ما هو مفهومك عن الكتابة والأدب بشكل عام؟ وهل من مقولة تأثرتِ بها؟

 

الأدب هو فن نعبر به عن كل شيء حولنا بداية من الأشياء الملموسة والتجارب الحياتية، إلى الخيال الجامح الذي يغزو عقولنا، فننسج من خيوط الخيال أمالًا وأحلامنًا لم نجدها بواقعنا.

 

مقولة:«قد تفشل مرة واحدة أو مرتين أو أكثر، ولكن لن تكون من الفاشلين حتى تتوقف عن المحاولة.» – توماس إديسون

 

 

_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً في الرواية، فهل أنتِ مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟

 

أنا أرى أن الكتابة بالعامية جيدة إن كانت توصل المعني بأسلوب راقي ومهذب وبلغة سهلة يفهمها أغلب القراء، ولكن ليس كل كتابة عامية جيدة فبعضهم قد يستخدم ألفاظًا غير لائقة بحجة أنها كتابة عامية.

 

 

_وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتب حواره معنا.

 

وفي النهاية أتوجه بجزيل الشكر وخالص التقدير للجريدة، وإدارتها، وكل العاملين بها، لدعمهم واكتشافهم للمواهب التي تستحق كل الدعم والتقدير ومحاولة إخراخها للنور، وأخص بالشكر المحررة الصحفية: “عفاف رجب” فقد استمتعت معها بهذا الحوار الجميل، مع خالص احترامي وتقديري.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة فيما هو قادم لها إن شاء الله.

عن المؤلف