زهرة في بلاد مصابة بالزكام

Img 20241201 Wa0040

كتبت منال ربيعي  

 

في قرية صغيرة، ولدت سلمى، فتاة كانت تشبه زهرة برية، جميلة لكنّها هشّة، تنمو وسط الصخور القاسية. منذ صغرها، لاحقتها المصائب كظلّ لا يفارقها. مات والداها في حادث غامض، فتركت وحيدة في كنف جدّتها العجوز، التي بالكاد تستطيع توفير لقمة العيش.

 

كبرت سلمى وهي تحمل قلبًا مليئًا بالأمل، رغم ضيق الحياة. كانت تحب الرسم، ترسم أحلامًا بألوان زاهية، لكنّ لوحاتها لم تجد سوى الغبار والنسيان. تقدّم لها يومًا رجل غنيّ وعدها بحياة كريمة، فوافقت ظنًّا منها أنّ القدر يبتسم أخيرًا، لكنّ زواجها كان سجناً بلا جدران.

 

لم تتوقف الرياح عن ضرب حياتها. عانت من المرض، ومن نظرات الناس التي تحمل الشفقة أو السخرية. كلّما حاولت الوقوف، سقطت. وكلّما ابتسمت، أظلم العالم من حولها.

 

لكنّها قرّرت ذات ليلة ألا تستسلم. حملت حقيبتها الصغيرة ولوحاتها، وغادرت قريتها إلى المدينة الكبرى. هناك، بدأت حياة جديدة بشقاء جديد، تعمل نهارًا وتصنع لوحاتها ليلاً.

 

رغم كل ما مرّت به، بقي في قلبها وهج صغير، كشمعة تحترق لكنها لا تنطفئ. أدركت أنّ الحظ ليس ما يمنحك السعادة، بل الإرادة التي تبني من الحطام عالماً جديداً.

 

وفي يوم، عرض أحد المعارض الشهيرة لوحاتها، لتصبح سلمى، تلك الفتاة التعيسة، قصة إلهام لكل من يبحث عن النور في وسط الظلام.

 

العبرة: التعاسة ليست قدرًا دائمًا، والمثابرة يمكن أن تقلب موازين الحظ.

عن المؤلف