كتبت سُندس خالد حمّامي
كنتُ في غُرفتي أوضِّبُ أغراضي وامتحاناتي على الأبواب،
كانَتُ غُرفتِي في الطابق العلويّ من منزلنا، سمعتُ صوتُ ركض على درجِ المَنزل، نظرتُ إلى بابِ غرفتي فرأيتُ أُختي آتية هرولة إليّ تناديني بخوفٍ وترتَجف،
“مارسيلّا”، “مارسيلّا”، أغلقَتْ باب الغُرفة وأقفَلَتهُ، ماذا بكِ أخفتِيني تعالي وأجلسي هُنا سوفَ أُخبركِ بشيء، ماذا هُناك يا “لينوڤر”، سمعتُ والدكِ يتكلّم مع زوجَتَهُ كانَت تقولُ لهُ أنَّها تُريد تُزوّجكِ لشابٍ من القَرية المُجاورة، صديقتُها كانَت قد رأتُكِ في يومِ ميلادي وأُعجبَتْ بكِ،
ماذا تقولين لا أُريدُ الزّواج ركضت “مارسيلا” إلى الباب وركضت “لينوڤر” لا لا تخرُجي سوف أُعاقبْ لأنَّني أخبرتُكِ التعدي من أمامي أريد الخروج لأخبرهما أنْي أُريدُ أِكمالَ دراسَتي،
حسناً لا تخبريهما أنَّني اخبرتكِ لا تقلقي،
فتحت الباب ونزلَت مُسرعة، ابي ماذا كُنتَ تقول من قالَ لكَ أنّي أُريدُ الزَّواج أنا أُريدُ أن أُكملَ دراسَتي وامتحاناتِي تقتَرِبْ،
لقد أخذنا قراراً ولن نتراجع غداً سوفَ يأتون للنظرَةِ الشَّرعيّة،
لا أُريد يا “أبي” هل تسمَعني،
اذهبِي إلى غرفتُكِ نظرت إلى زوجة أبيها ترمِقُها الفَوز أنَّها ستتخلّص من واحدة من المَنزل،
غادرَت وهي ترتَجف دخلَت إلى غُفتها محدَّداً وهي تبكي، عادت إلى سريرها وتقول لا أُريد الزَّواج،
نامَت وهي تُتَمتِمُ بدُعاء أُمنياتِها،…استيقظت في الصّباح فرأتْ زوجَة أبيها فوقَ رأسِها هيّا استيقظي أحضرتُ لكِ فستاناً ترتدينهُ، وبعض مسَاحيق التّجميل ستبدينَ فاتِنة أنا واثِقة،
وضّبت سريرها وفتحَت نافذتها لتَتخلّل الشّمس إلى وجهِها، نظرَت إلى المِرآة وأخبرت نفسِها بأنَّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام،
سمعَت أختَها تناديها، ماذا بكِ عند هذا الصَّباح، ستبدأينَ بداية جديدة يا أُختي ألستِ مُتحمّسة؟
كلا، لماذا؟
اذهبي أريدُ إبدالَ ملابسي، حسناً لا تتأخّري سوف يصلُ عريسُكِ، التسمت “مارسيلا” بوجه أختها وأردفتها إلى الخارج اذهبي فحسب، حسناً لا تتأخّري،
ارتدَت “مارسيلّا” فستاناً أحمر طويل، مع حذاء ذو كعبٍ يلمَع في عين النّاظرين، وشعرُها المُنسدل على ظهرِها الذي أعطاها جمالاً فتّان، مع بياضِ وجهها وعيناها البُنيّتان، ومساحيقِ التجميل الخَفيفة التي برزت جمالها، نزلت إلى الأسفل كانَ قد وصلا الشّاب ووالدتَهُ قبلَ وقتٍ قليل، وقفً الشّابّ مذهول بجمالها،
نطقت بصوتٍ متحشرجٍ: مرحباً، وجلسَتْ والشابُّ أمامها ينظرُ إليها وكأنَّهُ يرى فتاة لأوّلِ مرّة، بعدَ حديثِ التّعارُف، كانَ قد أُعجب بها،
بعد سنة ونِصف…
ها هو الآن فرحنا يا عزيزتي هل أنتِ بخير؟
نعم يا عزيزي أنا بخير وأشعرُ بالسَّعادة لأنكَ هُنا، أنتِ جميلة جدّاً اليوم مثلمَا رأيتُكِ أوّلَ مرّة، أريدُ إخباركَ بشيءٍ يا “أشلي” عندَ إخباري بأنّكَ سوفَ تأتِي لُخطبتي لم أكُن راضية لكنّي الآن أريدُ الابتعاد عن الجميع والإقتراب منك، لقد بعثكَ اللهُ لي لإنقاذي ماذا لو لم تكُن أنت لانقلبَت حياتي إلى جحيم، أنتَ ساعدتنُني على إكمال دراستي وعلّمتني كيفَ أكونُ قوية معَك، لا تتركني أبداً أنا أُحبُّك، وأنا أحبُّكِ يا جميلتي لا تقلقي أنا معكِ حتّى المَشيب وسأحبُّكِ أكثر ممّا تتوقعين ستكونِينَ أميرَتي الوَحيدة، ثقي بي.
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات