كتبت: سحر الحاج
في إحدى القرى البعيدة عاشت الصديقتين، “فرح” و”نور” منذ صغرهما لم يفترقا أبدًا، حتى إذا أصاب إحدهن مرض، تظل الأخرى معها حتى تشفى، كانت طفولة جميلة لم تتخلى واحدة عن الأخرى، ومرت السنوات وكبرت “فرح” و”نور” كانتا شابتين جملتين، كل من في القرية يحبهما، تبادر كل واحدة منهن لعمل الخير ومساعدة المسنين، حتى انتقلت “فرح” إلى المدنية لدراسة في الجامعة بعد أن قدم لها أخِيها لتنال درجة البكالوريوس في “طب العيون” لم تحظى “نور” بالذهاب إلى العاصمة مثل صديقتها، لقد تم اختيارها في جامعة أخرى بالمدينة المجاورة، لأول مرة تفترق الصديقات، عندما حل يوم الوداع بكت كلاهما بحزن وشوق للأخرى، ولكن لن تبعدهم المسافات سيلتقيان عند كل نهاية فصل دارسي…
انطلقت “فرح” في طريقها مخلفة وراءها ذكريات حلوة لا تنساها، محفورة في ذاكرة قلبها، أمسكت بقلادتها التي تحمل صورتهما معًا، تزرف دموع غزيرة، «هل سيجمع الله من جديد؟» سألت نفسها؛ عندما شعرت بقبضة قوية في قلبها، نفضت تلك الغمة من رأسها وقلبها، وصلت بها العربية إلى محطة القطار، استقلت المقطورة الثانية، و جلست قرب النافذة تتأمل جمال الطبيعة الخلابة، سماء زرقاء جميلة تزينها سحب ذات بياض ناصع، أشجار خضراء متفرقة هنا وهناك، تلال تسكوها خضرة ناعمة، بعض الأكواخ البعيدة، أغمضت عينيها تستنشق هواء يحمل رائحة المطر والزهور، خصلات شعرها البني تتطاير من أمام عينيها، أعين بنية ناعسة تراقبها بإعجاب، لم تنتبه لنظراته التي يستغرقها بين الحين والأخر، أرجعت رأسها إلى الخلف تتكئ على المقعد، تغمض عينيها تبحر مع ذكرياتها من جديد،
انتقل ذلك الشاب من مقعده، ليجلس قابلتها في المقعد المقابل لها، يمسك بيديه إحدى الصحف، وضع حقيبته في الأعلى صندوق الأمتعة، لحظات وفتحت عيناها لتجده جالسُ قبالتها تمامًا، لم تعره اهتمامًا عادت تغمض عينيها من جديد، مر يوم كامل حتى وصلت إلى وجهتها،
يتبع
المزيد من الأخبار
تمني
ماليا
ماليا