20 فبراير، 2025

ماليا

Img 20250209 Wa0005(9)

وليد اسماعيل علي

حلقه رقم (9)

في ذلك المجلس، كانت الساحرة لوكاني تلتزم الصمت، لكن عقلها كان مشغولًا بالتفكير. لم تكن لتسمح بأن تصبح ماليا لقمة سائغة بين يدي بربرا.

 

في جيش ماليا، بدأت بوادر تمرد بين أفراد الجن. أحد الجن، الذي كان يخفي قوة كبيرة عن الجميع، لم يكن راضيًا عن تصرفات بربرا، فقام بتحريض عدد كبير من الجن للانشقاق عن الجيش، مما أضعف موقف بربرا. هذا الأمر دفعها إلى البحث عن مجموعة جديدة من الجن لتعويض هذا النقص.

 

رغم علم ماليا بانشقاق بعض الجن، لم تكترث للأمر كثيرًا، معتقدة أن عدد الجنود لديها كافٍ ولن يضعف قوتها. لذلك قررت شن الهجوم رغم اعتراضات ومخاوف بربرا. لكن الهجوم هذه المرة باء بالفشل بسبب تردد الجن وعدم رغبتهم في القتال.

 

أزعج هذا الفشل ماليا كثيرًا، فاضطرت لإظهار قوتها الخفية التي كانت تتجنب استخدامها أمام الجميع. كانت هذه القوة تمكنها من السيطرة الكاملة على الجن. بفضل هذه القدرة وتعويذة بربرا، استعادت ماليا السيطرة على الجن وبدأت بشن هجمات جديدة، محققة مكاسب كبيرة من الغنائم والأراضي.

 

في الوقت ذاته، بدأ التحالف بين كواسي وديجون يجذب انتباه القبائل الأخرى. انقسمت القبائل بين مؤيد ومعارض، لكن لم تتقدم أي قبيلة بالتحالف معهما بشكل واضح. هذا التردد سهّل على جيش ماليا الانقضاض على عدد كبير من القبائل، مما أبهج بربرا، التي لاحظت أن تأثير تعويذتها على ماليا يزداد يومًا بعد يوم.

 

لكن ماليا لم تكن في راحة داخلية. كانت في صراع دائم بسبب الأحلام التي تراها لوالدتها، حيث تدعوها للتوقف عن الهجمات والعودة إلى كواسي. في المقابل، كانت بربرا تزرع الكوابيس في ذهنها، محرضة إياها على الاستمرار في السعي وراء السلطة والقوة. هذا الصراع الداخلي أدى إلى ظهور علامات اكتئاب وخمول على ماليا.

 

استغل أحد الجن الأقوياء هذا الخمول، فهرب من الجيش، وتبعه عدد من الجن لتكوين قوة جديدة. ومع ذلك، لا يزال الغموض يحيط بهذه القوة الجديدة وأهدافها المستقبلية.

عن المؤلف