سلسلة خواطر أحزان سودانية بقلم الطاهر عبد المحسن
حين يسكن الحزن ملامح الوطن
في وجوه الناس حكايات صمتٍ موجعة، كأنها شقوقٌ من وجعٍ قديم لا يندمل.
في العيون سؤال يتيم يبحث عن وطنٍ لم يبقَ منه سوى الذكرى. تمشي الخطى على طرقٍ غاب عنها الفرح، وتتناثر الأرواح بين الرحيل والبقاء، كأن الأرض لم تعد لنا، وكأن الحنين نُفي مع من غادروا دون عودة.
تبكي الأرض في الخفاء، وتنوح السماء بصوت الريح، حين تمر على البيوت التي سكنها الدخان بدل الضحكات.
في كل شارعٍ ظلّ لطفلٍ تاه عن حضن أمّه، وفي كل بيتٍ وجعُ انتظارٍ طال حتى نسي صاحبه لمن ينتظر.
نبتسم كي لا نبكي، ونضحك كي نخدع وجعنا قليلًا، نحيا على أملٍ واهٍ يشبه خيط الضوء في آخر نفقٍ طويل.
نحمل الوطن في صدورنا كما يُحمل الجرح، نخاف أن ننساه فنموت، ونخاف أن نتذكّره فننزف أكثر.
يا وطنًا أرهقته الحرب، يا أرضًا ضاقت بأهلها من الحزن، متى تعود كما كنت؟ متى يشرق الصباح على ملامحٍ أنهكها البكاء؟
إننا ما زلنا نحلم رغم الخراب، نحلم بوطنٍ يضمّنا دون خوف، ويبتسم رغم وجعه كما كنا نفعل ذات يوم.
المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد