حوار: عفاف رجب
سنقدم إليكم اليوم موهبة الكتابة الصاعدة، فعلى الرغم من صُغر سنها إلا أنها أستطاعت خوض المعركة وأظهرت وجودها الجميل ومعاني كلماتها البراقة، فمعنا الكاتبة الجميلة “روان رمضان” صاحبة الـ١٩ عام، مصرية، من سكان محافظة الفيوم، تدرس بكلية الحقوق جامعة الفيوم، متعددة المواهب كالرسم والتصوير والتصميم.
اكتشف موهبتها حينما حاوطها الحزن واعتزال الجميع وأتجهت إلي الكتابة لتخرجها من ذاك الخراب العارم بها، وبالفعل اجتازت الأمر وأصبح لقلمها صوتًا بين مجموعة من القُراء المعجبين بكتاباتها، فهي تكتب ما لا تستطيع البوح به لأحد إلا من خلال كلماتها، فالكتابة ترويها، وحبها الشديد للكتابة ودعم أصدقائها وعائلتها جعلها تستمر فيها.
حيث تقرأ لكل من عمرو عبدالحميد وما يحمله من غموض وتشويق في كتاباته، وأسلوبه المميز الذي يلمسها، وحسن الجندي الذي يمتاز بقصصه المرعبة، تبحث عما يطور من موهبتها، وأضافت إن لم يكن هناك من هو أفضل منه لابد أن يستمر الإنسان والتطوير من نفسه حتى يصل إلي المكانة التى يستحقها، وإن يظل دائمًا بالوجهة ولا يسمح لأحد أن يتقدم عليه حتى إن كانت نفسه، فالإنسان عدو نفسه.
وترى أن الكاتب الناجح هو المثقف، الواعى، المتفهم، الذي يجيد الملاحظة، كما يفضل أن يكون كثير التعمق قليل الكلام حتى يبدع أكثر، فهو من يستطيع أن يخلق من كل شيء حوله قصص وحكايات بطريقة سردية تجذب انتباه القُراء إليه وتميزه عن أي كاتب آخر، أما عن صاحب الكلمات يكمن الجمال في البساطة التي يسهل فهمها، على عكس الكلمات العميقة فقد يستغرق القارئ وقتًا أطول لأن يستوعبها، وحين فهمها تجد نفسك تتلذذ بها وتفتح أسوار قلبك بكلمات لمست روحك.
يُعتبر عائلة وأصدقاء موهبتنا هم الداعمون الأولون لها، ففي البداية قامت بكتابة أو تجسيد رواية لها مع صديقاتها لتنقل من خلالها موهبتها، والاخذ برأيهم وتشجيعها على الاستمرار وإظهار موهبتها، تجد صعوبة في التوفيق بين مجال دراستها ومواهبها في متتعدد المواهب، لكن هي تعمل على التطوير منهم وبالأخص الكتابة في لا تخصص لها وقت فما حضر بذهنا كتبت.
كما أنه لا يمكن أن يصبح أي شخص كاتبًا حتى يتسع عقله أو ينضج فكره بالقراءة المستمرة، أما إن كان الشخص مبدعًا لن يواجه أي صعوبة حتى إن كانت فطرية أو مكتسبة، قد تتوقف الكتابة عندما يفقد الكاتب شغفه ولكن لا ينطبق ذلك على الجميع فهناك من وجدها حينما فقد شغفه، ففقدان الشغف هو بداية أو نهاية مشوار كاتب.
كما قالت في بعض كتاباتها الجميلة؛ “ستظل تغرق في ظُلمات الليل إلي أن تستيقظ من حُلمك المُخيف “، فما يميز الكاتب هو غموضه في كتاباته ليثير تشويق القُراء، ويرتب أفكاره جيدًا وجعل لكل فكرة عنوان في ذهنه، ويضيف التعقيد والغموض حتى لا يمكن للاقارئ تحليلها إلا عند الانتهاء من قرأها إلي النهاية، وعند كتاباته يشعر كل ما يكتبه فهذا أهم ما يمتاز به الكاتب.
وتُفضل الكتابة بالفصحى في تجعل الكتابة لها شأنًا كبير وتجعل القارئ يعي ما يقرأه ويتمتع أكثر، على الرغم من أنها بالوقت الحالي تكتب العامية إلا أنها تسعى مستقبلًا لجعل كتاباتها بالفصحى، وليس تقليلًا من الكتابة العامية، لا، فهناك من يُحب القراءة بالفصحى والآخر بالعامية وهذا هو التذوق الأدبي الذي ينشأه القارئ، ولمحت أنه لا يقوم النجاح إلا بالنقد، وعلى الرغم مما واجهته موهبتنا من نقد إلا أنها لم تلتفت إلي تلك الهراءات بل أخرجت كل ما يجول بخاطرها، فلا قيمة لآراء الناس إن كانت لا تضيف البهجة إلي قلبك أو تحثك على السير والاستمرار لحلمك.
وأشارت إلي أنه ما يكتب لا يستحق نشره من قِبل بعض الدُور التى تستسهل ذاك الموضوع، فما كنت يتم نشره قديمًا ليس كما نراه الآن فليس كل من يكتب يصبح كاتبًا أيًا كانت الأسباب، فعلى الكاتب الالتزام بما يكتبه ويضع النية ويلتمس كلماته وكما وضحت سابقًا عن كل ما يحتاجه الكاتب ليصبح نجاحًا أو مميزًا، ومع الوقت تجد نفسك تحسن الكتابة بأفضل الأساليب.
وصرحت بالإجابة عن سؤال، قلمك متحرر مما يجعل قرائك من فئات عمرية خاصه. ما تعليقك على هذا؟ ونصيحتكِ لكل المبتدئين؟، قائلة: “أرى أن القراءة لا علاقة لها بالفئات العمرية، بها هي موهبة يحصل عليها الإنسان إن كانت فطرية أو مكتسبة، أما عن نصيحتي للمبتدئين يجب أن يتحلوا بالصبر والعزيمة والإصرار والحث على الاستكمال أمام الإنتقادات ولا يلتفتون للوراء ويسعون دائمًا للتطوير من موهبتهم”.
وفي النهاية توجه الكاتبة الجميلة كل الشكر لكل من كان السبب فيما عليه الآن، وعلى الرغم ما واجهته فلا تتمنى أن تعود إليها مرة أخرى على الرغم من أنها السبب الأساسي لما تحققه من إنجازات، كما أنها ستبقى يومًا ما فخرًا لمن عرفها.
المزيد
حوار صحفي خاص مع الكاتبة المتألقة ندى هاني صاحبة القلم المميز داخل مجلة إيڤرست الأدبية.
في هذا اللقاء الخاص، تستضيف مجلة إيڤرست الكاتبة المصرية آية شاكر.
حوار مع المبدعة أسماء السيد لاشين بمجلة إيڤرست الأدبية.