مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الثانوية العامة

كتبت: آية الهضيبي 

 

الكثير مِنْ التجارب التي نمُّر بها في الحياة تترُك أثرًا لا يُمحىٰ، وتُعلمنا درسًا لا يُنسىٰ..

وللمُجتمع دور كبير في هذا الشأن وقبلهُ الأُسرة لأنها الأساس الذي يُبنىٰ عليه المُستقبل أي أجيال كاملة وذلك عن طريق الفِكَر التي تُزرع داخل عقولنا وبالتالي لا نستطيع تغييرها مدىٰ الحياة أو بِصعوبة، كُّل مرحلة في حياتنا تتميز بِشيءٍ ما؛ فَهُناك مرحلة فارقة أو فاصلة وهذا ما ابتدعناهُ نحن حسب نظرتنا للأمور؛ ولكن إذا نظرنا مِن جهة عِلم النفس أو الطب النفسي مثلًا رُبما نجد اختلافات..

ومِن أهم ما يشغل بال الكثير هي المكانة العلمية في المُجتمع وهذا أيضًا مما زُرع في العقول وهذا ليس خطأ وحتى مع مرور الوقت يُهمَل هذا الجانب وانحدرت الأخلاق ومِنْ ثمَّ المكانة العلمية، وهذا شيءٌ مؤسف ولكي نُعالجه علينا استئصال المرض مِن جذوره، ومن أهم ما يجب مُراعاته في المرحلة الثانوية هو الحالة النفسية والذهنية والبدنية للشباب الذي انحصرت رؤيته أنَّ هذه المرحلة مصيريه وعندها تنتهي الحياة!

وكذلك التقليل من البعض على حساب الآخر والتنظير والمُقارنة، كُّل هذا وهْم أكثر مما هو دافع أو حافز لهم، وانتظار والخوف من النتيجة أكبر من الإيمان بالقضاء والقدر!

علَّمتنا الحياة أنَّهُ ليس من الضروري أنْ يحصُد الأجدر ثمرة اجتهاده دائمًا..

ولا يجوز أنْ ننسىٰ تأثير باقي العوامل كالنظام الدراسي السائد وهل ينطبق مع قُدرات ورغبات المستوى العام للطُلاب أم لا وهل نجد تطورًا عام بعد عام أم لا، الأمر ليس بِهذه البساطة لكي نحسم الأمر ونُلقي باللوم على عاتق شخصٍ واحد.

علينا أن نفهم أنَّ المرحلة الثانوية ليست فاصلة كما يقولون لِتحديد المُستقبل وهذا يُولِّد الكثير مِنْ الضغط بِحُجة رغبة الأهل في تحقيق أبنائهم أعلى المراكز، وهذا خطأ.. يجب أنْ نتركهم وميولهم حتى نجد نتيجة مُرضية، وكثرة التحكُّم في مُستقبلهم خطأ لا يُعادل كامل الحق كما يزعمون، وبالتالي فَهذا يؤدي إلى الكثير مِنْ العُقَد النفسية وكذلك الأمراض، في حين أننا إذا تركناهم يُحققون أحلامهم كما يرغبون ويروا النتيجة في النهاية بِأنفُسهم ويقومون بتوجيههم ودورهم كما يجب؛ فهذا هو الدرس المرجو تعلُّمه فَيخرجون من هذه المرحلة أسوياء نفسيًا وأنضج ذهنيًا، مرحلة الثانوية هي الانطلاق للمُستقبل وليس التقيُّد والعيش داخل زنزانة صدمة أو خيبة تجربة مؤلمة؛ فما هو قادم أكب ر وأكثر.