20 فبراير، 2025

تائهة في عالم النفاق

Img 20250212 Wa0038(1)

 

بقلم: حياه أحمد

 

في يومٍ ما، كنتُ طفلةً صغيرةً بريئة، لا أدرك شيئًا عن الحياة، أعيش في عالمي الصغير بنقاء قلبٍ لا تشوبه الخيبات .

ثم استيقظتُ ذات يومٍ لأجد نفسي وسط عالم الكبار، عالمٌ لم يشبهني، ولم يشبه براءتي. في البداية، فرحتُ بالتغيير، ظننتُ أنه عالمٌ أجمل، لكنه كان عالمًا مختلفًا تمامًا.

 

كلما توغلتُ في تفاصيله، كلما ازداد وجعي. رأيتُ الوجوه ترتدي أقنعة زائفة، سمعتُ كلماتٍ تخالف النوايا، وشعرتُ بالخداع يحيط بي من كل جانب. كنتُ أظن أن القلوب صافية، كما كنتُ، لكنهم خدشوا براءتي، سرقوا مني سذاجة الطفولة، وأجبروني على رؤية الحقيقة بعينٍ يملؤها الخذلان.

 

كم أتمنى لو أغمض عيني وأستيقظ لأجدني طفلةً مجددًا، أركض بين الأطفال، بقلوبٍ صافية، ووجوهٍ لا تعرف الأقنعة، حيث لا خوف من الخداع، ولا حاجة للحذر من طعناتٍ تأتي من حيث لا ندري.

 

لكنني أدركتُ أن لا عودة للوراء، وأن هذا العالم لن يمنحني صفاء الطفولة مرةً أخرى، وعليَّ أن أتعلم كيف أعيش فيه، دون أن أفقد ما تبقى من نقائي.

عن المؤلف