العَقلُ يأبىٰ بالوصالِ ويمنعُ، والقلبُ يهوىٰ والفؤادُ ممزقُ

Img 20250216 Wa0060

 

لـِ سها طارق 

 

هكذا أنا في صراعٍ أبديٍ بين المنطق والعاطفة، وبين لحظاتٍ أجد نفسي دائمًا أرتدي قناع العقلانية، محاولًة إقناع نفسي بأن المشاعر لا تستحق العناء. فماذا بك يا عقلي؟ لماذا ترفض رفضًا قاطعًا الوصال؟ لماذا تمنع القلب من أن يعيش كل نبضةٍ وكل شعور؟ ماذا حل بك يا عقل؟ إلى هذا الحد يصر القلب رغم تمزقه وأنت تأبى أي معركةٍ في البداية؟ إلى هذا الحد القلب يشتعل عنك حبًا وشوقًا وأنت تحاول دائمًا أن تضع حدودًا ومسافات؟

 

ماذا بك؟ فالقلب لن يخضع يومًا لقواعدٍ تفرضها عليه وتحبسه في دلهيزٍ غامض. الفؤاد دائمًا يبحث عن نصفه الآخر وحياةٍ بها حبٌ منمقٌ لا يعيقه تمزق فؤاده، بل يسلك طرقات الموانع والعقبات. لأنه، ورغم تمزقه، يريد منك أن تجتمعوا على قرارٍ واحد. يتمنى أن تهدأ أيها العقل، ليجد القلب وسيلة السلام، لا الحيرة والتمزق بين كل هذه القرارات. يأمل منك أن تكون محايدًا، أن تنصت لصوت الحب الذي ينبض في أعماقه، فلماذا تأبى الوصال والقلب بتمزقه يهوي؟

 

فربما في تلك اللحظات التي يتلاشى فيها صوت العقل، يمكن أن يجد القلب طريقه نحو السعادة. في النهاية، أليس الحب هو ما يجعل الحياة تستحق العيش؟

عن المؤلف