حياة بائسة بشدة

Img 20250216 Wa0052

كتبت آلاء محمود عبد الفتاح 

 

أصبحت الآن شاردة، صامتة، صامدة، لا أستطيع فعل شيء سوى الاستسلام، نعم مستسلمة! لكل شيء يحدث حولي، واكتفيت بمشاهدة الأشياء وهي تذهب، وهي تأتي، وهي تبقى حتى، إني لا أفعل شيئًا سوى المشاهدة! أصبحت لا أدقق النظر في من رحل، في من بقى، في من سأل، في من تجاهل، في من ساندني، في من كان عون ليّ، في من محاني من ذاكرته، لا أبالي لما يحدث حولي، لا أنا مثلما كنت، ولا شخصيتي كما هي، مررت بكثير من الصعوبات التي لم يتحملها جبل، فلو كنت بركان، كان يكاد أن يثور من كثرة الضغط ولم يتحمل، ضغط خلف الآخر من كل مكان، حزن خلف الآخر، يأس يلازمني، حياة شاقة بكل ما فيها ومن فيها، أنظر إلى كل شيء يذهب بإبتسامة لا أفهم معناها، تخيل أن يكون الأمان معدوم، الموت يأخذ كل حبيب كنت لم تتخيل لحظة أنه يتركك، خذلان صديق لك كنت أشد ثقة به، على الرغم من أنك كنت تقص له عن من خذلك، وطلبت منه أن يكون مختلف عنهم، ووعدك بكل هذا؛ ولكنه خذلك مثلهم، بل وأكثر منهم، أصبحت تخشى كل شيءٍ، على الرغم من استسلامك، وعدم خوفك، أصبحت شخصًا يجتمع فيه كل شيء وعكسه، لا الدار دارك، ولا الناس مثلما كانوا، حقد وحسد من أقرب الأقربين، فأين تجد الثقة؟ تظل تبحث وتبحث، لكنك لا تجد أحد، تبحث عن ملجأ لك؛ كي يكون عوض عن كل شيء ولا تجد، ولكن الحياة اخذتك في منطقة خطر، وجعلتك تتساهى عن أكثر مكان آمن؛ وهو قربك من الله، فيجب عليك أن تسير بكل ثقة، تارك جميع أمورك على الله، لا تحشى عبد، ساعٍ في طريقك، قائم بدورك، تفعل ما في وسعك؛ كي تنمي نفسك وتعبد الله، إنها دار فناء يا عزيزي والآخرة هي دار البقاء، لذلك لا تشغل بالك أكثر، ولا تقلق، ويجب أن تفكر في شيءٍ واحدٍ؛ وهو أن ترضِ الله.

عن المؤلف