الطاهر عبد المحسن
في زاوية معتمة من الذاكرة، حيث تتراكم الأيام فوق بعضها كغبار الزمن، هناك ذكرى منسية. ليست كبقية الذكريات التي تطرق الأبواب كل ليلة، ولا تلك التي تهب مع نسمات الحنين، بل هي ذكرى ظلت حبيسة النسيان، تنتظر من ينفض عنها الغبار.
كانت لحظة عابرة، ربما ابتسامة خاطفة أو لقاء لم يكتمل. ربما كانت كلمة لم تلقَ الاهتمام في وقتها، لكنها حملت في طياتها معنى لم يفهم إلا بعد فوات الأوان. إنها الذكرى التي لم تجد مكانًا لها بين الصفحات المفتوحة للحياة، فتراجعت إلى الهامش، هناك حيث يُخزّن الماضي الذي لم يُكتب له أن يصبح حاضرًا.
ولكن هل تنسى الذكريات حقًا؟ أم أنها تبقى هناك، تنتظر شرارة صغيرة، مشهدًا مألوفًا، صوتًا عابرًا، أو حتى عطراً يعيدها إلى الحياة؟ ربما في لحظة غير متوقعة، وسط زحام الأفكار، تعود الذكرى المنسية، فتغمر القلب بمشاعر ظن أنها اندثرت.
في النهاية، لا تموت الذكريات، بل تنام فقط… حتى يحين وقت استيقاظها.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية