خَبطٌ على البَابِ

Img 20250210 Wa0102

خَبطٌ على البَابِ

بقلم: الزين خلف الله

 

يقفُ بثباتٍ بكل جُمودٍ وصَلادة، تأتي بعض الرياح الجنوبية اللَّطيفة فيُصدر صَريرًا عذبًا. في آخر عملية جراحية له، عندما اقتُلعت يده بسبب تدافع الزوار، عند ذاك الحداد الماهر الذي اختتم عمله الفني بأن قام بطلائه بالبنفسج. لكن كان للصدأ الذي شبَّ في قاعدته كلام آخر، بدأ يأكله بلا هوادة، متساقط طلاؤه رطبًا كئيبًا. قد بدت عليه ملامح الشيخوخة، لكن هيهات أن يحني رأسه من طول الزمان.

 

في أيامه وقت كان الربيع يغمر صدره، وتهبط طرقات الأصابع بأنواعها الخشنة واللينة، طلبًا للدخول. تجد الأطفال بأيديهم الصغيرة يدلفون عبره في الأعياد والمناسبات، الأفراح منها والأتراح. لا يمر عليه يوم دون خبط! لكنه ما زال واقفًا، شامخًا، واثقًا من صلابته مهما طال الأمد.

 

“يأكلنا صدى الكلمات التي نَكبُتها حتى تكاد أن تصدأ دواخلنا، تتخبط بنا الرصافة، تزلزل قلوبنا، نصطدم باليأس، تركلنا تراجيديا الأحلام، نفجع بمرارة الأيام، حتى باتت أرواحنا هشةً. لكن ما زلنا صامدين في وجه السيل، نُقاوم التيارات العصية، نتعلم من كل التجارب ونحاول إخفاء الثقوب بثغر باسم، نُداري الندبات، نُطمئن من قلنا لهم ادخلوا أرواحنا بسلام آمنين.”

عن المؤلف