20 فبراير، 2025

سيدة الحَـرف “فاطمة محمد” في حـوار خاص مع جريدة إيفرست الأدبيَّة

Img 20250129 Wa0002

 

الصحفية: خديجة محمود عوض 

 

في عالم مزدحم بالأفكار والكلمات، تبرز الكاتبة “فاطمة محمد” بصوتها الخاص، حاملةً رسالة تسعى للوصول إلى أعماق القلوب قبل العقول. من أول حرف خطّته يدها إلى آخر مشروع تعمل عليه، كانت الكتابة بالنسبة لها ليست مجرد موهبة، بل نافذة للحرية والتعبير.. في هذا الحوار، نقترب أكثر من ملامح شخصيتها، نغوص في تفاصيل رحلتها الأدبية، ونسأل عن الإلهام الذي يصوغ عوالمها الفكرية.

 

“كيف تعرّفي نفسك للقارئ في جملة واحدة؟”

-فاطمة محمد كاتبة رواية صراع والجندي المرهون.

 

كيف كانت البداية؟ ما الذي دفعك إلى عالم الكتابة وجعلك تختارين هذا الطريق؟

-عندما كنت في الخامسة عشر من عمري بدأت بكتابة الخواطر القصيرة ، ثم استمر الأمر وبدأت بكتابة قصص قصيرة لم يقرأها أحد وكنت أخجل من البوح بكتاباتي ، لكن كان يغمرني شعور هادئ ولطيف عندما أكتب وذلك ما دفعني لأكمل الطريق ، حتي صرت في عامي الجامعي الأول وعندها كتبت أول رواية كاملة ونشرتها علي تطبيق “الواتساب” ، استمرت كتاباتي البسيطة علي صفحات التواصل الأجتماعي لفترة طويلة ، بعد تخرجي من الجامعة نُشرت روايتي الأولي “الجندي المرهون” ،

 

كيف تصفين علاقتك مع القارئ؟ وهل تعتقدين أن الكتابة تخلق رابطًا حقيقيًا بين الكاتب وقارئه؟

-علاقة الكاتب بقرائه يجب أن تكون علاقة وطيدة ، فلِما سيشتري القارئ كتابك إذا لم يكن يعرفك ويحب ما تقدمه ؟

-من وجهة نظري يجب أن يكون ما يقدمه الكاتب إثراء فكري لمعلومات القارئ ، حتي إن كان يكتب للمتعة فقط عليه أن يضع بها بعضاً من الأفكار المفيدة ، سواء كان الكتاب يحتوي معلومات علمية أو رواية خيالية او غيرها من الأنواع يجب أن تقدم فائدة للقارئ ، حيث أن الكتب هي أكثر ما يعيش داخلنا ويؤثر بنا

 

برأيك، ما الذي يميز الكاتبة الجيدة؟ هل هو الأسلوب، الأفكار، أم القرب من القارئ؟

-الأسلوب والأفكار وطريقة صياغة الجمل والتعبير عن المشاعر كل هذا يؤدي إلي قرب القارئ من الكاتب والغوص داخل أعماقه

 

كيف تتعاملين مع فكرة النقد؟ وهل هناك نقد أثر فيك وغير رؤيتك لعملك؟

-كل النقد طالما في مصلحة الكاتب فهو مقبول ، انتقد عملي وأخبرني بما ينقصني أنا مازلت أتعلم فذلك مساعدة للكاتب للتطوير من ما يقدمه ، لكن لا تنتقدني لشخصي ولا تخلق لي عيوباً وأنني لا أنفع كاتباً أو غيره ، ذلك النوع من النقد غير مقبول تماماً ، من يمتلك الموهبة يجب تشجيعه عليها وليس إحباطه منها والعدول عنها

 

ما هي مشاريعك القادمة؟ وهل تعملين على شيء جديد حاليًا؟

-هناك أكثر من رواية منتهية بالفعل لكن مازلت أفكر هل أقدم شيئاً ً منها أم عليّ أن أبحث عن لونٍ جديد

 

ما هو تأثير تجربتك الشخصية على كتاباتكِ؟ وهل تستوحي من حياتك الواقعية؟

-جزء كبير من كتاباتي هو مقتبس من التجارب الشخصية كما هي رواية صراع معظم القصص بها هي تجارب شخصية حقيقية بالفعل ، بعضها يخصني وبعضها كان لأشخاص آخرون ، وهناك أيضاً جزءاً من الخيال لربط الأحداث وتكملة للرواية

 

من هو الشخص الذي كان له الأثر الأكبر في حياتكِ؟ وكيف أثر في مسيرتك؟

-والدي وأهلي والبعض من أصدقائي كان لهم تأثير إيجابي ، تشجيعهم ودعمهم لي كان الدافع الأكبر لأكمل مسيرتي

 

أخيرًا، إذا طلبنا منكِ وصف الكتابة في كلمة واحدة، ماذا ستكون؟

-روح

 

– رواية “الجندي المرهون” تقدم تجربة مختلفة عن باقي أعمالكِ.. كيف استطعتِ أن تخلقي هذا التوازن بين مغامرة تثير القشعريرة وسرد يحمل عمقًا فكريًا ورسالة ضمنية؟

-الرواية كانت تحتوي علي رسالة ضمنية مفادها أن الوطن والذي دائماً ما أراه ليس فقط أرض ومباني ، بل هو الشخص الذي يكون ملجأ آمن لصاحبه ، بعض الأشخاص فقدانهم كفقدان الوطن والحماية ، ذلك ما أردت إيصاله للقارئ من خلال مغامرة بسيطة

 

– كيف كان الإقبال على روايتيكِ “صراع” و “الجندي المرهون” في معرض الكتاب؟ وهل شعرتِ أن القارئ كان متحمسًا لاستكشاف هذين العملين المختلفين؟

-لا أخفيكِ سراً في المرتين التي نُشرت رواياتي بهما لم أعُدّ كم فرداً تحمس لروايتي ، وليس الغاية لي أن يباع أكبر عدد علي قدر ما أتمني أن يستمتع العدد القليل الذي اقتناها وأن يستفيد منها ولو بشئ واحد ، أن تلمس شغاف قلبه ، وأستطيع نقل جزءاً من مشاعره داخل الورق ليشعر أنه هو بطل الرواية

 

-في ظل التنوع الذي تقدميه في أعمالكِ، ما الذي يستهويكِ أكثر ككاتبة؟

-تستهويني الكتابات ذات الطابع الخيالي والروايات الواقعية والرعب ، لكنني لم اجرب بعد كيف ستكون كتاباتي في مجال الرعب ، وأخاف التجربة فلا أشعر أنها تليق بأسلوبي الكتابي

 

– كيف كانت رحلتك داخل معرض الكتاب وهل هناك شيء أثر فيكِ؟

-تلك الرحلة اللطيفة هي أكثرهم تأثيراً بداخلي ، تضفي نوعاً من الإحساس بالذات والإنتماء إلي هذا المكان ، دائماً ما كان حلمي التواجد به طيلة الوقت ، ذات يوم تمنيّتُ لو أنني أذهب إلي هناك ، فكانت المرة الأولي التي أحضر بها كنت كاتبة ولي روايتين تقبعان علي رف من رفوف دور النشر

 

كيف ترين نفسك الآن بعد هذا الحوار؟ وهل شعرتِ أن الأسئلة كشفت جانبًا مختلفًا عنكِ لم تتحدثي عنه من قبل؟

-أشعر أنني أريد إكمال هذا الطريق بلا كلل أو ملل وأن هذا ما خلقتُ لأجله وليس لفعل شيئاً اخر ، كشفت لي أن طابع الشخص المثابر مازال داخلي لم يندثر ، وكنت أظن أنني سأتوقف وأن هذا الطريق ليس لي ، شكراً علي هذا الحوار اللطيف

 

مع كل إجابة، أثبتت لنا “فاطمة محمد” أن الكتابة ليست مجرد كلمات تُكتب على الورق، بل هي حياة تُنقل بين السطور. في نهاية هذا الحوار، نترك القارئ أمام تجربة فريدة، مليئة بالشغف والطموح، ونودعها بكلماتها التي تلخص رؤيتها: “الكتابة ليست خيارًا، إنها طريقتي لفهم العالم ومشاركته”.

عن المؤلف