أمةٌ لا يطفأ نورها

Img 20250206 Wa0103

 

كتبت: هاجر حسن 

 

 

 

“كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ”

 

تتبدل الفصول، وتتماوج السماء بين صفاء وغيوم. وحين تتلبد بالسحب، ويحتجب ضوء النجوم خلف الضباب، ينظر الناس إليها؛ فريقٌ يظن أن النجوم قد اختفت، وآخر يعتقد أنها فقدت ضوءها، أما الواثقون، فيدركون أنها مجرد غيمة عابرة، وأن بريقها باقٍ لا يخفت. 

 

وكذلك هي الأمة العربية والإسلامية، وإن اشتد عليها الضباب، يعود كوكبها ليبدد عتمة التيه، هاديًا للتائهين، ومنيرًا لدروب المستبصرين. ستشرق من جديد بنورها، وشموخها، وضوئها الذي أضاء العالم والبشرية. 

 

 

نحن خير أمة، رغم أنوف الحاقدين، ورغم أوهام الحُمقاء والفاسدين. فلا تدع همساتهم وغطرسة أقوالهم المتعجرفة تهزّ يقينك أو تخدعك. 

 

أنت على دين محمد، وماذا بعد أنك على دين محمد صلى الله عليه وسلم من فخر؟! مهما اشتد الضباب، فنحن أمةٌ بشرف نبينا، نرفع لواء العزة، ونحمل الفخر في قلوبنا. 

 

 

اقلب صفحات التاريخ، وتأمل في سطور العزة، ستجد نجومًا أضاءت درب الحضارة. هناك، في رحاب العلم، وقف ابن سينا كنور الطب. والرازي حكيم الدواء، والزهراوي جراحٌ يملك يد فنان، وفي المعمار سنان وابن طولون، بينما وضع الخوارزمي أسس الجبر، وصاغ الجزري آلاتٍ غيرت وجه الحضارة. 

 

أما في الأدب، فقد كان المتنبي فارس الكلمة، والجاحظ مؤرخ الفكر، وابن خلدون مؤسس علم الاجتماع. وحين تنظر لعلوم الدين، ستجد الطبري والقرطبي وابن كثير مصابيح أنارت دروب التفسير، يضيئون عقول الباحثين. 

 

فلا تجزع، ولا تحبطك كلماتهم، فنحن أمةٌ مضيئة إلى يوم الدين. اطمئن بقول نبيك: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال إنَّكم تُتمُّونَ سَبعينَ أمَّةً ، أنتُمْ خَيرُها وأَكْرمُها علَى اللَّهِ.”

 

فهذه الأمة لا يخفت نورها، حتى وإن غطاه الضباب، فهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وضياؤها باقٍ إلى يوم الدين. فهل يطفأ نور أمة كشمس تشرق على العالم؟!

 

فأحسنوا الظن بالله، فإن المقادير تجري بأمره، لا بأوهام الطغاة، ولا بمكر العابثين….

عن المؤلف