اختيار

Img 20250206 Wa0404

كتبت / مريم نصر 

 

الاختيار، تلك اللحظة الحاسمة التي تحدد مصيرنا في الكثير من الأحيان. قد يبدو الأمر بسيطًا في بعض الأحيان، كاختيار بين أمرين، ولكن في أحيان أخرى، يكون الاختيار بمثابة عبء، يثقل كاهلنا ويشغل تفكيرنا. كل يوم نواجه مئات من القرارات الصغيرة والكبيرة، وكل واحد من هذه الاختيارات قد يحمل تبعاته.

من أصغر القرارات، كاختيار ما نرتديه في الصباح، إلى أكبرها، كاختيار مسار حياتنا المهني أو العاطفي، يعد الاختيار جزءًا أساسيًا من الحياة. ربما نشعر في بعض الأحيان بأننا نسير في طريق مغلق، وأن الخيارات أمامنا محدودة، ولكن الحقيقة هي أن كل يوم يفتح أمامنا العديد من الأبواب. قد تكون تلك الأبواب صغيرة، وقد تكون عظيمة، لكن في النهاية، يبقى اختيارنا هو الذي يوجهنا إلى أي اتجاه نريد الذهاب إليه.

لكن الاختيار ليس دائمًا أمرًا سهلاً. قد نشعر بالحيرة أو الشك، خاصة عندما تتداخل الرغبات الشخصية مع التوقعات الاجتماعية أو العائلية. نحن نعيش في عالم مليء بالفرص، ولكن هذه الفرص لا تكون دائمًا واضحة أو متاحة بسهولة. أحيانًا، يكون هناك أكثر من خيار واحد يبدو جيدًا، مما يسبب لنا التردد والضياع. هل نختار ما يعكس قيمنا وأهدافنا الشخصية، أم نختار ما يتماشى مع رغبات الآخرين؟ وهل يمكن للقرار الذي نتخذه أن يكون دائمًا صحيحًا؟

الاختيار يتطلب الشجاعة، والشجاعة لا تعني دائمًا اتخاذ القرار بسهولة، بل تعني قدرتنا على اتخاذ قرار على الرغم من المخاوف والشكوك. إن الشجاعة تكمن في مواجهة نتائج القرار، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وأن نكون مستعدين لتحمل المسؤولية.

في النهاية، لا يوجد اختيار “مطلق” صحيح أو خاطئ، بل هي سلسلة من القرارات التي تشكل حياتنا. قد نخطئ في بعض الأحيان، لكن الأخطاء هي جزء من عملية التعلم والنمو. أحيانًا، قد نكتشف بعد فترة أن اختيارنا لم يكن الأمثل، ولكن ذلك لا يعني أن الأمر كان عبثًا. بل بالعكس، قد يكون قد منحنا درسًا غاليًا لا يقدر بثمن.

الاختيار هو ما يجعل الحياة مليئة بالمعاني والفرص. وهو ما يميزنا عن غيرنا، فكل واحد منا يختار طريقه، وينحت مصيره بيديه. وبدلاً من أن نخشى الاختيار، يجب أن نتعلم أن نعيش مع اختياراتنا، وأن نثق بأننا قادرون على تحديد وجهتنا، مهما كانت التحديات.

 

عن المؤلف