كتبت/ مريم نصر
الرحيل… كلمة تحمل في حروفها وجع الفقد، وإحساس الفراق، وصوت الخطوات التي تبتعد شيئًا فشيئًا حتى تختفي. هو جزء لا مفر منه في الحياة، سواء كان رحيل الأشخاص، أو الذكريات، أو حتى الأحلام التي لم تكتمل. كل رحيل يترك خلفه فراغًا، لكنه أيضًا يفتح أبوابًا جديدة لم نكن نراها من قبل.
رحيل الأشخاص قد يكون من أصعب التجارب التي يواجهها الإنسان، فكيف للقلب أن يعتاد الغياب بعد أن كان الامتلاء بالوجود؟ سواء كان هذا الرحيل اختيارًا أو قسرًا، يظل أثره عالقًا في الذاكرة، يُعيد نفسه في لحظات الوحدة، في الأماكن التي شهدت اللقاء، وفي الكلمات التي لم تُقال. لكن الحقيقة القاسية التي لا مفر منها، أن الحياة تستمر رغم كل شيء، وأننا مضطرون للمضي قدمًا، حتى لو كان القلب مثقلًا بالحزن.
لكن الرحيل لا يقتصر على الأشخاص فقط، فقد نضطر أحيانًا لترك أماكن كانت يومًا وطنًا لنا، أو نودّع أحلامًا كنا نتمسك بها، لنكتشف بعد ذلك أنها لم تكن لنا منذ البداية. بعض الرحيل يكون خلاصًا، بداية جديدة لشيء أجمل، حتى لو لم ندرك ذلك في لحظة الوداع. فكم من رحيل ظنناه نهاية، لكنه كان في الحقيقة بداية لحياة أخرى أكثر اتساعًا؟
ربما يكون الرحيل مؤلمًا، لكنه أيضًا معلم قاسٍ يعلمنا قيمة ما كان بين أيدينا. يجعلنا ندرك أن كل لحظة نعيشها مع من نحب هي كنز لا يُقدّر بثمن، وأن علينا أن نحب بقوة، ونتمسك بكل ما يسعدنا، لأن لا شيء يبقى للأبد.
الرحيل يوجع، لكنه أيضًا يمنحنا فرصة للنضج، لإعادة بناء أنفسنا، ولإدراك أن الحياة لا تتوقف عند فقدان أحد أو شيء، بل تستمر رغم كل شيء. فلا تخف من الرحيل، فهو جزء من رحلتك، وربما يكون الطريق الذي سيقودك نحو ما هو أجمل مما فقدت.
المزيد من الأخبار
بيضة واحدة كافية لصيام يوم بدون تعب
انطفاء
هواجس