بقلم: حياه أحمد
في يومٍ ما، نشعر بحاجةٍ ملحّة إلى من يقف بجانبنا، إلى شخصٍ يُكمل معنا الحياة، لا أن يُكمل علينا.
الحب الأول يشبه تذوّق الفاكهة لأول مرة؛ مذاقه يسحرنا، يبهجنا، ثم يصبح نكهتنا المفضلة التي لا نستطيع الاستغناء عنها. نعتاد عليه، نعيش تفاصيله، نحفظ ملامحه، ونربط به أجمل لحظاتنا.
هكذا هو من يختارك دون سواك، ليجعلك الشخص الأقرب إلى قلبه، لتبقى حتى بعد مرور السنين، وحتى بعد الفراق، الذكرى الأكثر دفئًا في ذاكرته.
يظل يتحدث عنك وكأنك حاضر، عن لحظات جمعتكما وكأنها لم تَبْلَ، وكأن الزمن لم يمر عليها.
ولكن… ماذا لو رحل كل هذا؟
ماذا لو اختفى ذاك الدفء فجأة؟
سوف تشعر بفراغٍ عاطفيٍّ يلتهمك ببطء، كأنك فقدت جزءًا منك، وكأن شيئًا ما في داخلك أصبح ناقصًا، لا يُعوَّض، ولا يُنسى.
تبدأ بالبحث في الوجوه، في الأصوات، في الرسائل القديمة، لعلّك تجد بقايا منه، شذرات من دفئه، لكنك تدرك في النهاية أن ما كان قد انتهى، وأن ما تبحث عنه لم يعد موجودًا إلا في ذاكرتك.
تتحوّل الذكريات إلى طيفٍ يزورك في لحظات الوحدة، ويُذكّرك بأنك كنت تمتلك يومًا قلبًا ينبض بالحب، وأنك كنت تعيش في عالمٍ مليءٍ بالمشاعر، لكنه تلاشى، تاركًا وراءه فراغًا يرفض الامتلاء.
ووسط كل هذا الفراغ، تتساءل: هل كان الشعور بالحب أجمل؟ أم أن غيابه هو ما يجعله يبدو كذلك؟
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة