10 فبراير، 2025

أحاديث الجدران 

Img 20250124 Wa0145

 

بقلم: عبير البلوله محمد 

 

في زاوية منسية من مكتبتي الصغيرة، كنت أجد نفسي أطرق أبواب الكلمات بحثًا عن تعبير يستحقك، بدأت رحلتي مع الكتابة دون هدف، فقط شغف يرغب في العثور على مسار يصل به إليك، كنت أكتب لك، كل حرف كان يولد من صميم القلب، ممتلئًا بأماني صادقة وذكريات لم نعيشهــا معًا.

 

كل يوم، كنت أجلس أمام الورقة، أقلب جروح الروح إلى حروف تجمع بصمتها لتكون كلمات، كنت على أمل أن تتجاوز كتاباتي الحبر والورق، أن تطرق أبواب روحك، لكن مع الوقت، أدركت أن كلماتي لم تجد طريقها إليك، كأنها نداء في صحراء منسية، لم يكن الجرح في عدم وصولها فحسب، بل كان في إدراك أنها لم تُقرأ أبدًا.

 

رغم آلام التجاهل، كنت أجد نفسي عاجزًا عن التوقف، كان في كل نص جزء مني، يطالب بحق الوصول إليك، بروح متعبة من التكرار ولكنها لا تستسلم أبدًا، أكتب والجدران تستمع، حلمي الوحيد أن تتحول تلك الجدران إلى مرآة تعكس لك ما أخفيه لك في طيات الورق.

 

تمر الأيام وتزيد، الأمل يصبح رفيقًا مترددًا، أحيانًا أفكر في التوقف، في استبدال القلم بالكتمان، لكن شيئًا ما في داخلي كان يثنيني عن ذلك، ربما كان الأمل في أن تضيع نصوصي بطريقة ما، وتجد مكانها في يديك.

 

ربما في أحد الأيام، عندما تجلس بمفردك تتأمل في ذكرياتك، ستجد كلماتي بين الأوراق المنسية، ربما حينها ستكتشف أن كل حرف كتبه قلبي كان يهفو إليك بحق.

 حتى يحدث ذلك، سأظل أكتب، لأن الكتابة لك أصبحت جزءًا من كياني ومساحة للبوح بيني وبين نفسي، أملٍ دائم في أن تصل إليك رسائلي الصادقة يومًا ما.

عن المؤلف