الصحفية: خديجة محمود عوض.
بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حـوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة “إيمان حاج حسين” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هُنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيثُ يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي..
___
١-قبل أن نبدأ حوارنا هل لكِ أن تخبرينا بنبذة تعريفية عنكِ؟
– اسمي إيمان عدنان حاج حسين طالبة في المرحلة الثانوية، ولدت في قرية بليون بمحافظة إدلب في سوريا
٢ـ كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟ هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟
– علاقتي بالكلمات تتجاوز كونها وسيلة للتعبير؛ هي جزء لا يتجزأ من ذاتي وكياني. الكتابة هي مرآة روحي التي أُعبّر بها عن كل ما يختلج في داخلي، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي مررت بها في أجواء الحرب
٣- من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟
– القصة بالنسبة لي هي مغامرة غير مخطط لها. لا أبدأ بقالب أو خطة محددة، بل أترك الفكرة تقودني، وكثيرًا ما تكون شرارتها إحساسٌ عابرًٌ أو موقفٌ حياتي ،أستمتع باكتشاف القصة أثناء كتابتها.
٤ – هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟
– نعم، أؤمن أن الكتابة قوة ناعمة قادرة على تغيير المجتمعات. من خلال كتاباتي، أحاول تقديم رسائل ترتقي بفكر القارئ وتُشجعه على التفكير في ذاته وفي مجتمعه، مما يخلق تأثيرًا إيجابيًا في حياته اليومية
٥ـ ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثّر ذلك على كتاباتكِ؟
– أكبر تحدٍ بالنسبة لي هو ضيق الوقت، كوني طالبة ثانوية والدراسة تأخذ الكثير من وقتي. هذا التحدي جعلني أُقدّر اللحظات القليلة التي أتمكن فيها من الكتابة، مما زاد من حماسي وتركيزي على جودة ما أكتب
٦ـ في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟
– بالتأكيد. الأدب هو صوت الحاضر وصدى المستقبل، وسيظل قادرًا على التأثير لأنه يخاطب الروح والعقل معًا. القارئ الذي يتعمق في دراسة فلسفة الأدب يكتسب وعيًا لا يمكن أن يمنحه إياه أي وسيلة أخرى
٧- كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟
– أرى أن هناك فجوة واضحة بين الأجيال الأدبية. الجيل السابق كان أكثر ارتباطًا بالعمق والتحليل، بينما الجيل الحالي يميل أحيانًا إلى البساطة والاختصار وإلى السطحية والاقتباس . رغم ذلك، أعتقد أن هناك محاولات جيدة للمزج بين أساليب الأجيال المختلفة لخلق أدب جديد يلائم العصر بل وفي رحم الماضي يوجد إبداع خلق المستقبل وهذا أسعى لأجله قدر ما أستطيع
٨ – هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟
•النقد الأدبي قد يكون قاسيًا أحيانًا، لكنه أساسي لتطور الكاتب، أتعامل مع النقد البنّاء بشغف ورغبة المتعلم، لأنني أؤمن أن النقد البناء هو أحد أسس ومرتكزات الابداع والفن الخالد عبر الزمن،
٩ـ أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟
– بعد خمس أو عشر سنوات، أطمح أن أكون كاتبة مؤثرة، وأن أُسهم في الارتقاء بمستوى الأدب العربي. أحلم بنشر كتب تؤثر في القارئ وتُحفزه على التغيير والتفكير، وأسعى لأن أترك بصمة لا تُنسى في عالم الأدب فأنا أؤمن بالحياة بعد الموت من خلال الأثر والبصمة البنّاء فأنا أرفض الموت بعد الموت ورغم أنف الموت
١٠-هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟
– بالنسبة لي، الكتابة هي مغامرة غير مدروسة. لا أؤمن بتخطيط القصص مسبقًا، بل أترك القلم يقودني حيث يشاء، وكأن الكتابة رحلة غير متوقعة تبدأ بمجرد أن يفتح القارئ الصفحة. أحب أن أكتشف الشخصيات والأحداث كما لو كنت أعيشها لأول مرة، مما يمنح القصة عفوية وروحًا خاصةأحياناً،
وفي أغلب الأحيان استنبط من الأحداث ما أبني به رسائلي للقرّاء لأنقل لهم وجهة نظري والحلول المقترحة من خلال الخاطرة أو القصة أو أي فنٍ أدبي يلامس مخيلتي وأبداعي فأخطط لحسن اصطياد الهدف ودقّته
١١- ما هي أهَم المُبادرات التي نفعتك في تطوير موهبتك؟ وهل لـ أترجة الأدب تأثير خاص؟.
– أترجة الأدب” ورابطة “أدباء سوريا” كانتا الأكثر تأثيرًا في تطوير موهبتي. من خلالهما، حصلت على الدعم والتوجيه اللازمين لاكتشاف إمكانياتي الأدبية وصقلها، كما أنني اكتشفت موهبتي بالكتابة عن طريق أترجة الأدب كما أنها أتاحت لي فرصة المشاركة بأول كتاب إلكتروني
١٢- ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟
– أنصحهن بالاستمرار في الكتابة مهما كانت الظروف، وأن يثقن بأنفسهنّ وموهبتهن. عليهن الاستفادة من النقد البناء، والحرص على تقديم محتوى هادف يُلامس القلوب ويُحفّز العقول، لأن الأدب رسالة عظيمة
المزيد من الأخبار
الكاتبة رقية القرشي في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية
حوار خاص في مجلة إيفرست الأدبية مع “منة مجدي”
رَوان محمد في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية