10 فبراير، 2025

نورهان أحمد ومشاركتها في عمل ” ميابو” بمعرض الكتاب 2025 في لقاء خاص مع إيفرست 

Img 20250123 Wa0031

 

المحررة: زينب إبراهيم 

تسطع الأقلام محدثة ضجة مدوية في عالم الأدب بين قارئ وكاتب كلاً منهم يحجز مقعده وضيفتي لهذا اليوم/ نورهان أحمد كانت لها بصمة خاصة بحياة الأدب هيا بنا نتعرف عليها أكثر.

عرفي القراء عنك بمزيد من التفصيل؟

 

_ أُدعىٰ “نورهان أحمد”، فتاة مصرية، لُقبتُ بـ”نوريتا”. نشأتُ في محافظة تُعد العاصمة لبلدتي ألا وهي “القاهرة” في بضع سنيني الأولى من حياتي، ثم انتقلتُ إلى دولة “عمان” لبلوغي الاعدادية ثم عدت ثانياً لبلدتي، وها أنا الآن استقريتُ أنا وعائلتي بمحافظة الجيزة بفضل الله.

بلغت من العمر الثمانية عشر عاماً، هويت القراءة ، والكتابة خصوصاً لعلمي أنها الوسيلة الأيسر في التعبير عن الذات البشرية.

 

متى قمت باكتشاف موهبتك تجاه الأدب والكتابة خاصة؟

 

_منذ بلوغي السادسة عشر من عمري وبداخلي شيئٌ يدفعني لرائحة الكتب المميزة، بدأتُ بالتناول للمكتبةِ المجاورة لمنزلي بقراءة العديد من المقالات المتنوعة، كالأدبية والعلمية تحديدا. هويت القراءة منذ ذالك الحين ، وفي يوم مجهول بدأتُ في محاولاتي الأولى للكتابة كوسيلة مريحة وحبيبة لقلبي في التعبير عما يخوض بداخلي من هوامشٍ وبعثرةٍ للأفكار، وتأخذني الأيام وعشقي للفصحى للبدأ في توسيع مجالات كتاباتي لعلها تلتمس قلبا تائها في الحياة فتطمئنة .

 

كيف جاءت إليك فكرة أعمالك الأدبية؟

 

ـ أقترحت إحدى صديقاتي لي عن بدأ توسيع مجالي الأدبّي، لإعجابها الشديد بخاطرةٍ قد كنت كتبتها للإلتحاق بدار كتاب لنشر خواطري، ولعبت فكرتها بعض الشيئ بعقلي إلى إندفاعي بإلإلتحاق بدار”سحر الأبداع” لبدأ تلك المسيرة المنيرة إن شاء الله.

 

من الداعم لك في مسيرتك حتى الآن؟

 

ـ دعمني أصداقي الأعزاء وتشجيعي على تلك المسيرة ، ولكنَّ ذاتي وهوايَ لذالك كان الداعم الأول لي .

 

هل لنا بنص من إبداع قلمك؟

 

_بين طيّات الدّهر حيث يلتقي الواقع بالخيال، وتحت وهج النّور السّمرودي، أكتب لكِ رسالة من أعماق الرّوح، مُتمنيًا أن تجد طريقها إليكِ، إلى من جعلت من روحي قلبًا يذوب فيها، تتراقص هذه الأسطر والكلمات على لساني، كأنّها فراشاتٌ ملوّنة، تحمل في طيّاتها شيئًا من الإعجاب وكثيرًا من الحب والغرام، مؤخرًا، بدأت حصوني تتهاوى، حتى نفسي ما عادت تحملني، هُزمت على يدِ من كنتُ أظنّهم أهلًا لي، لم أستطع ترتيبَ أفكاري هذه الأمسية في رسالة، فقد أدركت تلعثمي التّام أمامَكِ، في رسالة الورق، وجدتك مدوّنة على إحدى الفراشات التي تشبهك، وفي المساء استشعرت رحيقك، حتّى في مهبّ الرّيح، وفي قتام الليل، مع رسائل الصّباح ومراسيل الحب مع لوحات الفن، وصوت زقزقة العصافير، وبعضِ جرعات الكافيين، في كوبٍ من القهوة بندقيّ اللونِ كعيناكِ، في شروق الفجر وغروب الليل، في نور النّجوم، وتوهّج القمر، كنتِ ماكثة في قلبي، ومع تكدّس هذه المشاعر المتضاربة، يتردد صدى صوتك في كلّ معزوفة، أتقبلين أن تكوني جُزءًا من رحلتي حيثُ نندمج في كيان واحد، وتتعانق أرواحنا في عناقٍ أبديّ؛ لنصبح جسدين بروح واحدة؟

 

ما هو اسم العمل الذي تشارك به لهذا العام في معرض الكتاب الدولي؟ وأخبرنا نبذة عن العمل؟

 

_ كتاب” ميابو “، قد يبدو إسماً غريباً على مطارب أسامِعنا ولكنه يحمل معناً عميقاً وجملةً تتردّد بشكلٍ يومي علينا ” ميابو” عمل نثري” خواطر “بهِ بعض من خواطرِ كلٍ منا على أمل أن تجد طريقها لقارئٍ تلامس قلبه ، فيه المشاعر مندثرة على هيئة كلمات غُزلت من قلب كل كاتبٍ منا.

 

هل هذه أول مرة لك في معرض الكتاب الدولي أم شاركت من قبل؟ وما الانطباع الذي تأخذه عنه حيال زيارتك؟

 

_ نعم ، هي أول مشاركة لي ، أرى قلبي يبتسم قبل شفتاي في هذا المكان من محبتي فيه.

 

ما التجربة التي مررت بها وكانت ذات تأثير عليك؟ وهل كان إيجابيًا أم سلبيًا؟

 

_ مررت بفترات فقدان شغف وفتور، حيث كانت الكتابة صعبة والنفسية ليست في أفضل حال. كانت تلك الفترات مليئة بالتحديات والصعوبات التي جعلتني أشك في قدرتي على الاستمرار. ولكن بفضل الله، تمكنت من تجاوز تلك اللحظات الصعبة واستعدت شغفي بالكتابة. رغم كل شيء، استطعت تحقيق إنجازي الأول وهو مشاركتي في كتاب ‘ميابو’. هذه التجربة كانت بمثابة خطوة مهمة في طريقي نحو النجاح، وأعتقد أنها جعلتني أكثر قوة وإصرارًا على الاستمرار في مسيرتي الأدبية.

 

لماذا اخترت مجال الكتابة خاصة من مجالات الأدب؟

 

_ اخترتُ مجال الكتابة لأنني وجدتُ فيها وسيلة للتعبير الحر عن كل ما يخالجني من أفكار ومشاعر ، هي اللغة التي أستطيع من خلالها أن أرتب الفوضى بداخلي ومشاركتها مع الآخرين. تتيح لي مساحة للإبداع وملامسة قلوب الآخرين وهي المجال الذي أشعر فيه بالانتماء، حيث أستطيع تشكيل العوالم ونقل الأفكار التي أؤمن بها. كل كلمة أكتبها تجعلني أشعر أنني أضيف شيئًا جميلًا لعالمنا.

 

ما الدور الذي يلعبه رأي المتابعين من نقاد وعكسهم في حياتك؟

 

_ رأي المتابعين، سواء كانوا نقادًا أو معجبين، يلعب دورًا كبيرًا في مسيرتي ككاتبة. فآراء النقاد تساعدني على رؤية كتاباتي من زوايا جديدة وتصحيح الأخطاء التي قد أغفل عنها، مما يسهم في تطوري الأدبي. أما آراء المعجبين فتُعد مصدرًا للإلهام والدعم، فهي تمنحني دفعة للاستمرار والإبداع. أؤمن بأن النقد البنّاء هو حجر أساس لأي نجاح، بينما التشجيع هو الوقود الذي يدفعني للأمام.

أما النقد الهادم، فأتعامل معه بهدوء وأُميّز بين ما يفيدني وما يهدف للإحباط فقط. لا أسمح للسلبية بأن تؤثر على شغفي، بل أعتبرها دافعًا لتقديم الأفضل دائمًا.

 

 

ما رأيك في دار سحر الإبداع وتجربتك معهم عن الآخرين؟

 

_ “دار سحر الإبداع” هي دار تتميز بالدعم الكبير للمبدعين وتشجيعهم على نشر أعمالهم الأدبية. تجربتي معهم كانت مميزة، حيث شعرت بالاهتمام والتوجيه منذ البداية. الفريق في الدار يعمل بروح التعاون والمهنية، مما جعلني أشعر بالثقة في مسيرتي الأدبية. هي تجربة تثري الكاتب وتساعده على الوصول إلى أكبر عدد من القراء.

 

إن تواجهت مع أحد نقادك في محادثة ما هي الرسالة التي تودين إرسالها لهم؟

 

_ الشكر والحب لكل نقدٍ بناء، حتى وإن كان قاسياً، لأنه يدفعني دائمًا لتطوير ذاتي وتوسيع آفاقي ، أؤمن أن النقد البناء هو الذي يبني ويحفز، وأحرص على أن أظل دائمًا متقبلة للملاحظات التي تساعدني في النمو ككاتبة. فكل كلمة توجه لي هي فرصة للتعلم والارتقاء .

 

 

 

ما الطريقة التي تفضل كتابة نص بها أو المكان المفضل لديك؟

 

_ أحب الكتابة على الهاتف الذكي، يتيح لي التصور أكثر والقدرة على المحو والكتابة بسلاسة أكبر وأحيانا الورقة والقلم يتشاركان أمري، وأفضل أماكني هي نافذة غرفتي لإستنشاق الهواء النقي الذي ينعش الذاكرة لدي ويهيج خواطري ولا يعارض ذالك أن الكاتب الأمهر من يستطيع التخيل والتأقلم والكتابة مهما كانت ظروف بيئته إن كان بوادٍ أو صحراءٍ أو غرفةٍ كاحله ! فإنه يجد طريقتة في أي مكان كان.

 

كيف ترى مستقبلك؟ وما الذي تطمح إليه؟

 

_ أراه ـ بإذن الله ـ مبهج ما دمت بعناية الله ، ما دامت أقداري بيده فمما لا شك أنها مبهجه طالما هي من الله، الطموح، هي مسألة معقدة الى حد ما لدي، ولكنّي أرى أن مع كل تجربةٍ يخوضها الإنسان ومع كل يوم تأخذة الحياة بمتاهاتها العديدة فتتجدد لدينا الطموحات ولكنّ الأجمل والأدق أن مما لا شك فيه أنّنا نسعى لأن يستعملنا الله ولا يستبدلنا فاللهم آتنا مبتغانا.

 

ما الرسالة التي تود إرسالها إلى كل من يبدأ سبيله؟

 

_ إلى كل من يبدأ طريقه : لا تدع التحديات تقف في طريقك، فلولا البدايات الصغيرة لما كبُر الإنسان، وبالعزيمة والإصرار تصنع نجاحك ولا تنسى إضافة لمساتِك الخاصة التي تعطي بريقاً خاص ولامع لكل خطوةٍ تخطوها . لا تنظر للفشل كعائق، بل كدرس يقودك نحو تحقيق أحلامك ، وامضِ بثقة، لابأس إن كنت بطيئا مادمت لا تتوقف.

 

ما رأيك في تلك المقولة ” السبيل دائمًا وعر، لكنه يحتاج الصبر والمثابرة؛ حتى نصل لنهايته”؟ وتحت بند تلك المقولة ما رسالتك لكل من يبدأ طريق أحلامه، لكنه يخشاه؟

 

_ أؤمن تمامًا أن السبيل لتحقيق الأحلام دائمًا يكون صعبًا، وأن النعيم لا يُدرك بالنعيم لكنّ الصبر والمثابرة هما الأساس للوصول إلى الهدف، التحديات التي نواجهها هي التي تصقلنا وتعلّمنا كيف نصبح أقوى ، رسالتي لكل من يخشى بداية طريقه : لا تخشَ الصعوبات، فهي جزء من نجاحك لا شك ، انطلق بثقة، وتذكر أن كل خطوة تأخذها تُقربك من مبتغاك إن كان خيرا ، لا تدع الخوف يمنعك، فالطريق قد يكونُ وعرًا، لكن في نهايته يكمن النجاح الذي يستحق كل تعب.

 

ما رأيك في الذين يقومون باستغلال الكُتاب على حساب مصالحهم الشخصية؟

 

_ استغلال الكتاب لمصلحةٍ شخصية هو أمر غير أخلاقيٍ ولا بد ، ويؤثر سلبًا على المبدعين، الكتاب يعملون بجهد ليُخرجوا أفكارهم للعالم ويضحون بأكنز شيئٍ وهي أوقاتهم،لتقديم شيئ ذي قيمة ، ويجب أن يُعاملوا بالاحترام الذي يستحقونه، استغلالهم يُقلل من قيمة العمل الأدبي ويسرق جهودهم، أن نُشجع بيئة تقدر الأدب وتدعم الكتاب بشكل عادل، حتى تظل صناعة الأدب قائمة على الإبداع والنزاهة.

 

ماذا تعني لك الكتابة؟

 

_الكتابة بالنسبة لي هي ساحة للتعبير عن كل ما في داخلي، هي وسيلتي للاتصال بالعالم، لترك بصمة عميقة على الآخرين. هي أداة لِـ التنقيب في مشاعري وأفكاري، وسيلة لإيجاد السلام الداخلي وفهم الذات. الكتابة تمنحني القدرة على التواصل مع الآخرين بلغة لا تحتاج إلى صوت، تفتح لي أبوابًا لا حصر لها من الإبداع والخيال. هي رحلة لا نهاية لها، حيث كل كلمة أكتبها تقترب بي أكثر نحو نفسي ونحو الآخرين.

 

هل لك أن تشاركنا محتوى كتاب من كتبك المميزة؟

 

_حاليًا، لم أؤلف كتابًا خاصًا بي بعد ولكني آملُ ذالك يوما ما، وأسعى لتحقيقة بفارغ الصبر، وهذا أول عمل لي كمشاركة في كتاب خواطر ” ميابو ” . وأعتقد أن كل خطوة فيها تفتح لي آفاقًا جديدة. وأتمنى أن أتمكن من التأليف بشكل مستقل، وأتمنى أن يكون كتابي القادم هو منبع إلهام للآخرين.

 

هل إن حدثت مواجهة مع بعض نقادك ماذا ستكون النتيجة؟ وما الرسالة التي تودين أن ترسلها إليهم

 

_لو حدثت مواجهة مع بعض نقادي، النتيجة ستكون فرصة لتبادل الآراء والأفكار بشكل عميق. قد أتعلم منهم الكثير من النقد البناء الذي قد يساهم في تطوير أسلوبي وتحسين أعمالي. في الوقت نفسه، قد يكون لدي شعور بالاحتكاك والتحدي، لكن هذا هو جزء من عملية النمو ككاتب. وكرسالة لهم : أقدر نقدكم وتوجيهاتكم، لأن كل كلمة تُقال هي خطوة نحو تحسين مهاراتي. أعتقد أن النقد البناء يساعدني على رؤية الأشياء من منظور جديد، لكن لا تنسوا أن الإبداع لا يتوقف عند الحدود التي نضعها له. سأظل أكتب وأطور نفسي لأصل إلى الأفضل.

 

ماذا يحدث حينما تأخذ وقت بعيد عن نطاق الكتابة والأدب وتعود بعدها؟ وما هو شعورك حينها؟

 

_ عندما أبتعد عن الكتابة لفترة، أجد أنني بحاجة إلى إعادة شحن أفكاري ومشاعري، ولكن العودة تكون دائمًا مليئة بالإلهام ، كأنني ألتقي بشيء عزيز كنت قد تركته، رغم بعض القلق الذي يرافقني في البداية، إلا أن الكتابة تعود لتكون أكثر صدقًا وعمقًا، شعور العودة هذا يُشعرني بالانتعاش والتجدد، ويزيدُ من شغفي بالتعبير عن أفكاري من جديد .

 

ما هي العبارة التي ترى أنها تستحق أن تكون شعار كلاً منا؟

 

_اكتب بصدق، فالكلمات التي تأتي من القلب تصل إلى أبعد الأماكن.

 

 

 

 

https://www.instagram.com/n.o.u.r.h.a.n._18?igsh=M3cyMnN2Y2xxZzh0

 

 

وفي نهاية حوارنا الرائع لهذا اليوم ما رأيك به؟

 

_ أود أن أعبّر عن امتناني لهذه الفرصة المميزة، لقد كان حوارًا مثريًا وممتعًا، وسعدت بمشاركة أفكاري وتجربتي أرى أن مثل هذه الحوارات تُبرز الجوانب الإنسانية والإبداعية في حياة كل كاتب، وأتمنى أن يكون هذا اللقاء قد أضاف قيمة للقارئ وألهمه للسعي وراء شغفه. شكراً لكم على هذا النقاش الجميل.

 

 

 

 

– ما رأيك في مجلة إيفرست الأدبية؟

 

_مجلة إيفرست الأدبية منبر أدبي رائع يُتيح للكتّاب فرصة عرض أعمالهم لجمهور واسع و أنا أقدّر جدًا دور المجلات الأدبية مثلها لأنها تسهم في دعم المواهب الشابة وإبراز الإبداع العربي ، من المهم وجود مثل هذه المجلات لتشجيع الكتّاب والمبدعين على تطوير أنفسهم ومشاركة أعمالهم مع العالم ، أعتقد أن العمل مع مجلة مثل إيفرست فرصة مميزة لأي كاتب لتوسيع دائرة قرائه.

 

 

 

وإلى هنا تنتهي رحلتنا الأدبية مع المبدعة/ نورهان أحمد نتقدم إليها بأمنية طيبة بتحقيق أحلامها وما تطمح إليه نترككم أعزائي القراء الكرام معها ولكم ولها مني ومن مجلتنا الغانية أرقى تحية.

عن المؤلف