كتبت: هاجر حسن
يقول الإمام الشافعي: “أعرض عن الجاهل السفيه، فكل ما قال فهو فيه. ما ضر بحر الفرات يومًا من لوثه حجر صغير.”
بينما يغذى الإنسان عقله بالعلم والمعرفة، هناك طيف آخر يغذيها بالجدال الأحمق وافتعال المشكلات.طيفٌ يتغذى على الفوضى ويستمتع بوجبة جدال حمقاء، يرفع صوته كصوت النعيق، ويقذف الاتهامات الباطلة والكلمات العوجاء، تتناثر منه شرارة الفتن وتتفجر الخلافات.
هذا الطيف، عندما يلامس المياه النقية، يعكر صفوها، وعندما يرى سمفونية الهدوء، يدمرها كالمفرقعات النارية التي لا تعرف سوى الصخب. فلا تهدر وقتك وعقلك في مجادلة أحمق؛ لن يصيبك منها سوى صوت صاخب، وشبكة جدال مظلم تحيطك، تضيق أنفاسك وتؤلم رأسك.
كن حكيمًا في اختيارك من تناقشه، فالنقاش المثمر مع العقول الهادئة الناضجة يفتح آفاقًا الفكر ويشعل العقل، أما هذه الأطياف المتربصة، التي تنتظر اللحظة المناسبة لصيد العقول الهادئة، ليسرقوا سكينتها، ويغتالون سلامها، أدر ظهرك لها وامضِ في طريقك.
كما يقول المثل: “لا تجادل أحمق، فقد يخطئ الناس في التفرقة بينكما.”
لذلك، احرص على نقاش من يضئ فكرك، لا من يغرقك في بحر الضجيج.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات