حوار: عفاف رجب
ضيف اليوم عاشق لنجيب محفوظ، الكتابة حياته وشغفه وهي بوح واستشفاء وهروب من الواقع ومواجهة النفس، يرى أن الكتابة عالم افتراضي من خياله يستطيع فعل أي شيء يريده بمجرد الامساك بقلم وأوراق، يقوم بتعديل مسار وتصحيح أخطاء ومزج تجارب شخصية بالخيال ومعظم كتاباته تحتوي على قصص كثيرة من الواقع ممزوجة بالخيال لدرجة أن المقربين أو حتى هو بعد انتهاء العمل لا يستطيعوا التمييز الحقيقي من الخيالي.
تتناول أعمال الكاتب بين الرعب والفانتازيا والتاريخي والاجتماعي وأدب الجريمة وهي؛ الزوهري، اخر عصر الفتوات أسفار الروح، نهايات، زمن الشهاينة، جزيرة الضباع، وقربيًا ميسوجينيست.
معنا حسن شاهين، مهندس مصري، أربعيني، من مواليد القاهرة بحي السيدة زينب، وروائي وسيناريست لكن يعتز بلقب كاتب أكثر، وكما نعلم أن الروائي ما هو إلا حصيلة خبرات وتجارب الانسان في حياته ولذلك الإنسان والروائي دائمًا كيان واحد.
وهذا حوارنا مع الكاتب حسن شاهين والحديث عن أهم أعمالها وشغفه الكبير بالكتابة..
_تتميز مسيرة المُبدع بمحطات عديدة من البداية إلى قمة النجاح.. أين يضع “حسن شاهين” نفسه اليوم، وما هي أهم الأشواط أو المراحل التي قطعها في رحلته الأدبية؟ وكيف كانت بداياتك الأدبية؟
لا أفكر أبدًا أن أضع نفسي في مكان أو أصنف نفسي، أنا أقوم بعمل ما أحب وهي
الكتابة وأطرق أي شيء أخر على القراء ويارب أكون عند حسن ظنهم، أما عن المراحل فدائمًا الكاتب في بدايته بيكون مشتت ولا يعرف من أين أو كيف يبدأ الطريق، وأنا الحمدلله أكرمني ربي في بدايتي بدُور نشر محترمة أخذت بإيدي خطوة بخطوة والنتيجة أني الحمد لله هذه رابع سنة أشارك في معرض القاهرة بأكثر من عمل.
وسعيد جدًا بأخر خطوات بالتعاقد مع دار طفرة والوصل ثم التعاقد مع دار نون على عملين هيطرح الأول بعد أيام في معرض القاهرة، والحمد لله حصيلة كتاباتي أصبحت سبع روايات منشورة ورقيًا، ووجدت استحسان كبير عند المتابعين والقراء، وهم بالترتيب:
الزوهري
اخر عصر الفتوات
أسفار الروح
نهايات
زمن الشهاينة
جزيرة الضباع
وقريبًا ميسوجينيست
_صُدر لحضراتكم العديد من الأعمال ولنحظى اليوم مع العمل الأدبي؛ حدثنا عن شعورك أثناء إصدار أول عمل لحضراتكم؟ ومن الذي يشجعك على خوض هذا المجال؟
البداية كانت مع رواية الزوهري ولم أخطط لها وقتها ولا حتى أحلم بالنشر ولكن كتبتها، كنت أسهر بعد الشغل أكتبها في كراسة صغيرة بهدف الاحتفاظ بها فقط
لكن بعد الانتهاء منها وعرضتها على بعض المقربين وشجعوني أرسلها لدور النشر وقد كان والحمد لله أرسلتها لثلاثة من دور النشر فحازت قبول اثنين منهم وتعاقدت مع واحدة منهم وتم نشرها وكانت فرحتي لا توصف وأنا أحمل الرواية في يديي واسمي على الغلاف، ربنا يوصل كل كاتب للحظة هذه إن شاء الله.
يشجعني الكثير، ولكن أختى وصديقي المقرب وحبيبتي التى تساندني وتشجعني في لحظات الإحباط أو فقدان الشغف.
_يصُدر لحضراتكم هذا العام رواية تحمل عنوان “زمن الشهاينة” فهلاّ حدثتنا بشكل مُبسط عن العمل من حيث مضمون العمل، وفكرته؟
رواية زمن الشهاينة من أحب الأعمال لقلبي تدور أحداثها في عصر قديم بداية من سنة 1903 حتى 1986 تحكي حكاية أب من صعيد مصر يهرب بولدين في ظلمة الليل بسبب سر غامض ويركب القطار الوحيد المتاح في المحطة كي يصل القاهرة ويكبر الولدين ويصطدم واحد منهم بالفتوات في المنطقة ويصبح الفتوة ويأسس عائلة كبيرة وسط أحدات شيقة من المعارك والحب والخيانة.
أنصح أي قارئ مهتم بقصص الفتوات باقتنائها وأعده ستنقله لعالم ثاني تمامًا وكأنها آلة الزمن.
_لم يتوقف أ/ حسن شاهين عند هذا الحد بل عرفنا لك العديد من الأعمال؛ اطلع قُرائك عن بعض الأعمال التى قد نكون غفلنا عن ذكرها؟
الزوهري
اخر عصر الفتوات
أسفار الروح
نهايات
زمن الشهاينة
جزيرة الضباع
وقريبًا ميسوجينيست
هذه حصيلة كتاباتي سبع روايات بين الرعب والفانتازيا والتاريخي والاجتماعي وأدب الجريمة.
_وما هي نظرية حضراتكم أ/حسن شاهين عن أخر أعماله؟ وطريقتكم في جمع المصادر؟ وكيف توفق بين الحياة العملية والتأليف؟
أخر أعمالي هي رواية جزيرة الضباع مع دار نون للنشر والتوزيع رواية في أدب الجريمة عن ملياردير مصري يتم العثور على جثته معلقة بخطاف وكأنه طعم صيد في قارب فارغ يترنح بين الأمواج قبالة سواحل الإسكندرية
بالتحقيق بنكتشف ألغاز كتير بين مشتبه بيهم قريبين جدًا منه وكل متهم يحمل دافع قوي لقتله وفي نفس الوقت المجني عليه له جميل قوي جدًا أنقذ حياته به
أوعدكم أن لا أحد سيعرف القاتل الحقيقي قبل مايوصل لأخر صفحة إن شاء الله.
أنا شغوف بجمع المصادر بكل الطرق المتاحة سواء قراءة كتب أو البحث على الإنترنت أو مراقبة السوشيال ميديا وأحيانًا أحاول الوصول لشخصيات من الواقع نتعيش أحداث مشابهة وأتعلم منها التى يفيد شخصياتي وهذه أكثر مرحلة أخذت مني وقت قبل البداية في كتابة أي عمل.
التوفيق بين الحياة العملية كمهندس والكتابة من أصعب الأشياء والتى بسببها أسهر كثيرًا وأتناول مشروبات مثل القهوة والشاي بكميات وطبعًا مع قلة النوم والتركيز في تفاصيل كثيرة أقترب أفقد معظم شعري وذاكرتي وتركيزي، ولكن كل ذلك يهون بجانب اللحظة التى أرى فيها روايتي الجديدة بأيدي القراء وإن كان شخص واحد.
_هل يحاول “أ/حسن شاهين” إيصال هدفًا لقُرائها من خلال إصدارتها، وما هي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب؟
بالطبع هذا هدف مهم جداً ولكن بطريقتي بدمج الحكمة أو المعلومة داخل تفاصيل الحكاية ليس بطريقة التعليم القديم أو إلقاء الحكمة في وجه المتلقي وأتمنى إني في يوم أعرف قارئ واحد فقط معلومة تفيده أو خبرة تساعده في حياته.
مهارات الكاتب هي مهارات الإنسان كلما زادت مهاراته وخبراته واحتكاكه بالناس كلما أصبح كاتب أفضل وطبعاً الموهبة تكون موجودة ويحاول صقلها ويقرأ كثيرًا.
_ماذا لو أتيحت لك الفرصة في توفير أعمالك على منصات النشر الإلكتروني؟ هل توافق؟ فقد أصبح النشر الإلكتروني مجزيًا وأسهل في الوصول للناس هذه الأيام؟ فهل توافق بالعرض؟
بالفعل بعض كتاباتي مطروحة على منصات النشر الإلكتروني وأوافق بشدة ولا يهمني نهائيًا العوائد المادية وأكثر ما يهمني هو الوصول للقارئ بالطريقة الأنسب له هو وليس أنا لأني صراحة أعشق الإمساك بالكتاب الورقي ورائحة الورق والحبر.
_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً فـ الرواية، فهل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟
أنا لست مع أو ضد أنا مع الوصول للقارئ كما يحب، ولكن في كتاباتي الشخصية أعشق السرد والحوار بلغتنا العربية الجميلة ولا ألجأ إلى العامية رغم عشقي لها أيضًا إلا في الحوار وفي أضيق الحدود ففي سبع روايات استخدمت الحوار بالعامية مرة واحدة فقط وفي ست روايات كان السرد والحوار بالفصحى
ولكن في بعض الأحيان يتوجب استخدام العامية في بعض الجمل الحوارية للشخصيات.
_بمن تأثر الكاتب ولمن يقرأ الآن؟ وأيِّة الفنون الأدبية مقربة إليه؟
أحب الكثيرين من أساتذتنا الكتاب القدامى، ولكن يظل أديب نوبل العالمي الأستاذ العظيم نجيب محفوظ هو أستاذي ومعلمي وأعشق كتاباته لدرجة أني قرأت ملحمة الحرافيش لأكثر من 20 مرة وأحفظها عن ظهر قلب.
_بهذا العام ستكون شخصية المعرض الدكتور “أحمد مستجير”، فما نظريتكم عنه؟ وما هو نظرية حضراتكم عن معرض القاهرة للكتاب الذي يُقام كل عام؟
أنا مهندس زراعي خريج جامعة القاهرة والدكتور أحمد مستجير هو أستاذي وهو اختيار ممتاز ليكون شخصية المعرض رحمه الله.
معرض القاهرة من أعظم وأقدم وأكثر المعارض ارتيادًا في العالم وهو مصدر فخر لنا جميعا وزرته كثيرًا كقارئ ولكن في أخر أربع دورات تغالبني الدموع حينما أجد إصداراتي بين رفوفه وأحمد الله على ذلك.
_الكثير منا يتعثر ويقوم حتى ينهض من جديد؛ فما أصعب العقبات التى واجهتك خلال مسيرتك الأدبية؟
العقبات التي أواجهها في حياتي تقربني للكتابة أكثر فمن رحم المعاناة خرجت أكثر روايات احبها، وللأسف أنا لا أخرج أفضل كلماتي إلا في لحظات الحزن وأحيانًا الاكتئاب.
_وقبل الختام؛ ما الشيء الذى تريد قوله، وما نصيحتكم لكُتاب المستجدين حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءًا يليق بها؟ ولمن يهدي الكاتب السلام والتحية؟
في الختام اشكركم جدا على إتاحة الفرصة للتعبير عن نفسي للقراء واشكركم على ذكاء اسئلتكم وتنوعها وأتمنى التوفيق لمجلة إيفرست الأدبية
نصيحتي للكتاب الجدد لا تستهدف الربح من وراء الكتابة وأفعل ما تحبه كما تحبه دون قيود أو تقليد للأخرين
لا تنشر إلا نشر مجاني إياك والنشر المدفوع فهو محرقة للعمل وللمال ولا توجد دار نشر كبيرة لا تختار أعمالًا تتبناها وتنشرها على نفقتها حينها فقط ستشعر أنك كاتبًا
وأهم نصيحة هي أهم ما في الكتابة هو إعادة الكتابة حاول دائمًا قراءة ما كتبت والتعديل عليه.
التحية كل التحية لمن دعموني وكانوا نعم السند في أصعب الأوقات وهم بدون ترتيب شيرين جيهان، أحمد ليلى لولاكم لما استمرت حياتي كما هي بل ولم تكن ستستمر من الأساس.
_وبالنهاية: نشكر حضراتكم على وقتكم الثمين ونعتذر إذا كنا قد أثرنا بالسلب على حضراتكم، لذا أُحب أن أعرف رأي حضراتكم عن حوارنا وكذلك على مجلتنا الأدبية إيفرست؟
يعجز لساني عن الشكر وكنتم ضيوف كرام وآثركم إيجابي جدًا ومروركم عطر مجلة محترمة وبإذن الله من نجاح لنجاح.
المزيد من الأخبار
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة ملك خليل
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة خلود محمد
حوار مع الكاتبة أسماء صبحي: همسات تنبض بالإبداع