لـِ سها طارق
في زحمة الحياة، أصبحنا غرباء عن أنفسنا؛ كأننا نعيش في مرآة مشوهة تعكس صورًا ضبابية. ضاعنا بين ضجيج الحياة، وصرنا محاصرين بمسؤوليات ثقيلة على كاهلنا، تجدنا غارقين وسط أيام سلبتنا من ذواتنا. لم نعد نعرف هوياتنا، ومن الذي يظهر انعكاسه أمامنا، وكأننا نرتدي أقنعة لا تعكس ما تكتمه قلوبنا.
ربما أصبانا الخريف وضاعت أرواحنا بين أمواج الرياح العاتية، لأن كل شيء رسمته عقولنا قد تلاشى مع متطلبات الواقع القاسي. تأخذنا الحياة بداخلها بطريقة أعمق، وتجبرنا على العيش وسط أشياء لا نعرفها ولا نرغبها، كأننا نعيش في عرض المسرح دون أن نكون جزءًا من السيناريو.
سباق الرحلة هذا طلع قاسيًا، فقدنا روحنا العميقة، وأصبحنا نبحث عنّا في أماكن لا تشبهنا. يتردد صدى أحلامنا في زوايا منسية، ولا نعلم من نحن حقًا. ربما نريد أن نستعيد مجددًا لحظات قديمة مليئة بالسعادة البسيطة، لتفاصيل صغيرة كانت تبهجنا ولا يمكن نسيانها. نشتاق إلى ضحكة فقدت من قلوبنا، ولنفوس نقية وأرواح صافية، لأصدقاء برائحة الزمن الجميل، الذين كانوا يكسون حياتنا بألوان إشراق الحب.
نحن بحاجة إلى العودة إلى أنفسنا، لنستعيد تلك البساطة التي كانت تميزنا. نريد لحبٍّ دون تعقيدات، لرؤيتنا للعالم بعيون بريئة مليئة بالدهشة والبراءة، ولحماس وأملٍ قد فقد. ربما كان الماضي أجمل لأننا كنا نحن أنفسنا أجمل. كانت قلوبنا أكثر طهارة، وأرواحنا أكثر انسجامًا، وعيوننا أكثر دفئًا، كأنها تعكس نور الشمس في صباحات جديدة.
دعونا نعيد اكتشاف تلك اللحظات، ونحتضنها ككنز ثمين، لنستعيد نكهة الحياة التي كادت أن تضيع بين طيات الزمن. لنتعلم من الماضي، ولنسمح لأنفسنا بأن نعيش بحرية، لنغمر أرواحنا في جمال الحياة من جديد.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة