لـِ سها طارق
في الليلة الأخيرة من ديسمبر، أُطوي صفحات العام وأتأمل كيف كانت البداية مفعمة بالأمل والحماس. والآن، أختم العام كوردة باهتة، ذابلة من شدة ما عشته من مشاعر متضاربة. لقد كان عامًا مليئًا بلحظات قاسية وأخرى سعيدة، لحظات مرت كأنها شظايا زمنية تتسرب من بين أصابع الوقت. لم تُغمض عيني من شدة القلق وإحساس الغربة بين أناس تمنيت أن يكونوا دنياي، لكنهم لم يفعلوا؛ همشوا الأفئدة وحطموا القلوب.
لم يكن عامًا سهلًا، بل كان مليئًا بالدروس المحفورة في أعماق قلبي، وبالفقد الذي هز أضلعي، والخوف من الغد الذي يحمل في طياته جزءًا من رحلة شاقة. لن أقول وداعًا، لأن كل الأشياء عالقة بذاكرتي، محفورة في زوايا قلبي، كتلك الشروخ التي لا تُنسى.
نعم، سأبدأ عامًا جديدًا بروح وحيدة، ولكن بأملٍ متجدد أن يكون فصلًا جديدًا يحمل معه الآمال والأحلام المتجددة. أقف في الليلة الأخيرة من ديسمبر على عتبة الزمن، أنظر إلى الماضي بعيون مليئة بالحنين والحكمة المكتسبة من التجارب القاسية. وأتطلع إلى القادم بنظرة ضائعة، تتمنى أن يلقى عامًا أقل قسوة وأكثر خفة، عامًا يضيء دروبي بشغف وأمل.
قد تكون الألوان باهتة، لكن في عمق قلبي، يظل الأمل يرفرف كطائر حر، يتوق إلى سماء جديدة.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات