كتب منال ربيعي
حينما بدأت السنة الجديدة تلوح في الأفق، قررت نور أن تستقبلها بطقوس تطهيرية خاصة، وكأنها تبحث عن بداية جديدة تحت ظلال السماء. وقفت تحت الماء المتدفق كأنها تواجه الكون بقلب مفتوح. قطرات الماء كانت تنساب على جسدها، لكنها شعرت وكأنها تسقط من أعماقها، حاملة معها آلام الماضي وأخطائه، وأحلامًا لم تكتمل.
أغمضت عينيها، واستحضرت في ذهنها تلك اللحظات التي خطّت ملامح عام مضى؛ لحظات فرح عابرة، وخوف عميق، وحب لم يكتمل. كان كل شيء يتلاشى الآن، يتحول إلى ذكريات خفيفة تنساب مع الماء، ليترك قلبها خفيفًا، جاهزًا لاستقبال عام جديد.
بعدما انتهت، التقطت ثوبها بلون اللافندر، رمزًا للنقاء والتجدد، ووضعت أقراطها الفضية التي أحبّتها منذ صغرها، فهي تشعرها بأنها نجمة صغيرة تسير في الكون. دهنت جسدها بمسك أبيض، وأطلقت في الأجواء عطر الياسمين الذي يذكرها بأيام طفولتها.
جلست في غرفتها بعد أن أعدت كوبًا من البابونج الساخن. شربت رشفات صغيرة وهي تتأمل السماء عبر نافذتها الكبيرة. السماء كانت صافية، لكن النجوم بدت وكأنها تحكي قصتها، وقمر خجول ألقى بنوره عليها، كأنما يبارك خطواتها.
همست في قلبها:
“يا رب، اجعل هذه السنة بداية جديدة مليئة بالخير والسعادة. اكتب لي الفرح في كل لحظة، واجعل قلبي قويًا ليحمل كل ما سيأتي.”
لم تكن السماء وحدها تستمع لصلاتها، بل شعرت أن الكون بأسره يقف بجانبها، يواسيها، ويمنحها الأمل من جديد.
المزيد من الأخبار
سموم سوء الظن
أميرة الماضي الأسود
أذْكُر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع فاستيقظت شخصًا لا أعرفه