عصفور لم تفقدي الأمل

Img 20250101 Wa0024

 

بقلم: آلاء العقاد

 

كنت جالسة في الخيمة أحتسي فنجانًا من الشاي. الأجواء ماطرة، والسماء تبكي وكأنها تشارك أهل الأرض أحزانهم. كنت شاردة أتأمل قطرات المطر تتساقط على الخيام الهشة، أتساءل كيف يعيش هؤلاء تحت أغطية لا تقيهم البرد ولا تحميهم من الغرق؟

 

فجأة، قطع شرودي صوت عصفور صغير يغرد بجانب الخيمة. ابتسمت رغم حزني، فاقترب العصفور وقال:

 

ما بالكِ شاردة هكذا؟ أتيت إلى هنا بحثًا عن الدفء، هل تسمحين لي بمشاركتكِ المكان حتى تهدأ الأمطار؟

 

 

رحبت به قائلة:

 

أهلاً وسهلاً، اجلس هنا.

 

 

نظر إليّ العصفور بتمعن وقال:

 

لماذا يبدو وجهك عابسًا؟ اضحكي، لا تجعلي الهموم تسرق فرحتك. اخرجي واستمتعي بالأماكن التي تحبينها.

 

 

تنهدت وأجبته:

 

كيف يمكنني الخروج والاستمتاع، والقصف يحيط بنا؟ الشهداء يتساقطون، والجرحى يملأون الطرقات. الأطفال يموتون من الجوع والبرد، لا شيء يدفئهم، ولا مأوى يحميهم من المطر الذي يغرق خيامهم.

 

 

صمت العصفور للحظة، ثم قال:

 

ليت العالم يسمع أنين الأطفال وجوعهم وخوفهم.

 

 

أومأت برأسي وقلت:

 

كان الشتاء في الماضي موسمًا للفرح، كنا نجلس تحت المطر نستمتع بكل لحظة، أما الآن فقد تغير كل شيء. الشتاء لم يعد يحمل لنا الدفء، بل صار قاسيًا في ظل هذا العدوان المستمر. القصف لا يتوقف، والحصار يخنقنا، والناس مشردون في العراء بلا مأوى ولا أمان.

 

 

نظر العصفور إليّ وقال:

 

رغم كل هذا، لا تفقدي الأمل. المطر يغسل الأرض، وربما يحمل معه غدًا أفضل.

عن المؤلف