رواية “شروق” للكاتبة مريم سيد معرض الكتاب بمجلة إيفرست الأدبية

Received 573728682035249

 

 

حوار: عفاف رجب

 

ضيفة اليوم تقول عن الكتابة: “الكتابة بالنسبة لي هي وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي قد يصعب قولها بصوت عالٍ، هي نافذتي إلى عوالم خيالية أخلقها وأعيش فيها وأحيانًا طوق نجاة في لحظات الضعف، الأدب بشكل عام هو مرآة الروح البشرية، يعكس أحلامنا، مخاوفنا، وحتى أعمق أسرارنا”، فهيا نتعرف أكثر على الكاتبة.

 

مريم سيد عبد ربه، تحب الكتابة منذ طفولتها، فقد كانت دائمًا ملاذها الأول للتعبير عما يدور بداخلها من مشاعر وأفكار، مررت بفترة إنقطاع عن الكتابة، لكنها لم تستمر طويلًا، إذ عادت إليها في المرحلة الإعدادية بشغف أكبر ورؤية أعمق، و منذ ذلك الحين، بدأت العمل على تطوير نفسها واكتشاف أسلوبها الخاص في الكتابة.

 

وقبل عامين، بدأت كتابة روايتها الأولى بعنوان “شروق” والتي تعني لها الكثير، فهي ليست مجرد كلمات على الورق، بل هي إنعكاس لأجزاء من روحي، الرواية الآن في مراحلها الأخيرة، ومن المقرر أن تصدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، وتتمنى أن تجد طريقها إلى قلوب القُراء.

 

قامت بحضور ورش للكتابة مع الكاتب/عاصم فراج، وهذه الورش قامت بتطوير نَظرتها وأسلوبها في الكتابة عامًة.

 

تؤمن أن الكتابة ليست مجرد كلمات، بل هي حياة تُمنح للقراء، وتتمنى أن تترك بصمة مميزة في هذا العالم من خلال كلماتها وأفكارها

 

وبجانب الرواية، شاركت ببعضًا من خواطرها في كتاب مُجمّع بعنوان “ما لم تشرحه الألسنة”، الذي يضم مجموعة من النصوص مع بعض كُتاب آخرين، بالإضافة إلى ذلك لديها العديد من الخواطر والإسكريبتات المنشورة على فيسبوك.

 

قالت عن الرواية: “هي تحكي عن بنت إسمها “شروق” شروق بنت كانت بتحب صديق طفولتها ولكن لظروفًا ما لم يصبحوا في حياة بعض وهو بِعد ونسيها وبقا في حياته حد تاني، وحصل ليها ظرف مش أي حد يستحمله، ظرف هيختبر قوة تحملها وصَبرها، وسيظهر شخص أخر في حياتها يحبها بس هي مش هتقدر تديله مشاعر لإنها بالفعل مازلت تحب صديق طفولتها، بس مع الاحداث هنشوف شروق ازاي هتتصرف وهل ممكن تقع في حب الشخص الجديد ده أو لا، والرواية إن شاء الله تعجب الناس”.

 

وإليكم حوارنا مع الكاتبة مريم سيد..

 

_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتب، حدثنا عن هذا الجانب وهل تحدد مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟

 

: بدأت كتابة في صِغري، كنت أكتب القصص القصيرة في دفتري، ولكن بعد مُدة توقفت عن الكتابة وبعد عدة سنوات عُدت لها مرة أخري ولم اتوقف من بعدها.

 

_لمَ بدأت بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟

 

: بدأت الكتابة لأنني وجدت فيها ملجأ للتعبير عما لا يُقال، ولأمنح أفكاري ومساحاتي الداخلية صوتًا، أكتب اليوم لأشارك تلك المساحات مع الآخرين، ولأخلق عوالم تحمل الأمل أو تثير التساؤلات، أما الجدوى فهي في التأثير الذي تتركه الكتابة في النفس، سواء كانت نفس الكاتب أو القارئ.

 

 

 

_هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

 

: نعم، واجهت صعوبة مثل فقدان الشغف، كثيرًا شعرت بفقدان الشغف وهذا جعلني أمضي عامين في كتابة روايتي الأولي، لو لم أفقد شغفي كانت روايتي صُدرت مُنذ عام!

كتابتي لم تُسبب لي المشاكل، بل بالعكس كُنت أفرغ بها طاقتي ومشاعري.

 

وبالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

 

: بالنسبة لي، أهم معيار للكاتب هو الصدق فيما يكتب، مع القدرة على إيصال الفكرة بروح فريدة تُميزه، أما عن الكلمات، فأنا أؤمن أن العمق والبساطة يمكن أن يتكاملا، الكلمة البسيطة قد تحمل معنى عميقًا إذا وُظِّفت بذكاء، المهم هو التأثير، وليس التعقيد أو التبسيط.

 

_حدثينا عن تجربتك مع الدار التى تشاركين معها هذا العام؟ وعلى أي أساس تقومي باختيار دار النشر؟

 

: تجربتي مع الدار التي أشارك معها هذا العام رائعة، فقد قدموا لي الدعم الكامل واهتموا بتفاصيل العمل، من التعاقد إلى مرحلة النشر، كان لديهم رؤية واضحة لكيفية إبراز الكتاب، وهو ما أسهم في تحسين العمل بشكل كبير،و بالنسبة لاختيار دار النشر لم أقم بإختيارها،فقد قام الكاتب /عاصم فراج بترشيح عَملي للدار وبعدها جائت الموافقة علي نَشر عملي، وأنا أثق في خبرتهم واحترافيتهم في التعامل مع الكُتاب.

 

 

_بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟

 

: تأثرت بعدد من الكتاب العظماء مثل نجيب محفوظ ومي زيادة،وأحمد خالد توفيق،وأجاثا كريستي، حيث ألهمتني قدرتهم على تجسيد العمق الإنساني في كلماتهم، أما الآن، فأقرأ لكُتاب معاصرين يملكون أسلوبًا مختلفًا يثير الفضول ويجعلني أفكر بشكل أعمق.

 

_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟

 

: أعتقد أن الكتابة مزيج من الموهبة والمثابرة، الموهبة تُساعد في التعبير عن الأفكار بطريقة مميزة، لكن الهواية والممارسة المستمرة هما ما يُطوِّران الكاتب ويجعلانه يحقق تميزًا حقيقيًا.

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

 

: بالنسبة لكتابتي للخواطر لم أري أي نقد عليهم، وروايتي الأولي عندما تكون بين أيدي القُراء سأستقبل كل نقد بصدر رحب لأنني أعتبره فرصة لتحسين نفسي والعمل على تطويره،ونصيحتي للنقاد هي أن يكون النقد بنّاءً وموجهًا بشكل يساعد الكاتب على النمو، وليس محبطًا أو موجهًا للهدم فقط.

 

_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.

 

: نعم سأكتب لك خاطرة لم أقم بمُشاركتها حتي الآن:

 

“كأن قلبهُ قد أصبح مقبرة،

تُدفن فيها الأحلام حيّة،

وكأن الحياة تآمرت عليهِ،

فألقت به في لُجّةٍ لا قرار لها.

 

كلّ نظرةٍ تحمل وجعًا،

وكلّ نفسٍ يخرج منه كطعنٍ جديد،

بات يرى الوجود مرآةً مكسورة،

يعكس شظاياها وجهه الذي لم يعد يعرفه.

 

كأنّ الزمن توقف عند لحظة الرحيل،

وكأنّ الروح غُرست في كهفٍ لا يصل إليه الضوء،

صارت الأيام بلا أسماء،

والحياة بلا هوية.”

 

_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتبة لاستمرار والتطوير من ذاتها، وما نصيحتكِ لكل المبتدئين؟

 

: العامل الأساسي هو شغفي العميق بالكتابة ورغبتي في إيصال مشاعر وأفكار تُحدث تأثيرًا، ونصيحتي للمبتدئين هي الإستمرار في الكتابة وعدم الخوف من الفشل أو فقدان الشغف، فالتطور يأتي بالممارسة والتعلم المستمر.

 

 

_هل من مقولة تاثرتِ بها؟

 

 

عن المقولة التي أثرت فيّ، فهي: “الكتابة ليست أن تكتب ما تعرفه فقط، بل أن تكتب ما يلامس أعماقك ويصل إلى قلوب الآخرين” تلك الكلمات دائمًا ما تدفعني لأكتب بصدق، لأن الصدق هو ما يجعل الأدب خالدًا.

 

_وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتبة حواره معنا.

 

: أود أن أشكركم على هذه الفرصة الجميلة، وأتمنى أن تصل كتاباتي إلى قلوبكم وتترك أثرًا طيبًا.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست فرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة مريم سيد فيما هو قادم لها إن شاء الله.

عن المؤلف