كتبته :دعاء ناصر
لم أتخطي بعد عتبات الحزن والألم
لازلت قابعة بداخلها في أدني القاع
علي هامش هذا العالم أنا هنا
هشة كخيوط العنكبوت التي تعشعش زوايا روحي
الظلام يحويطني من كل مكان
مهما شرعت نوافذي حتي يخترقها نور الفجر
لم أعد أتساءل متي صرت بكل هذا الوهن ؟
ولا غدا يهمني متي ستشرق الشمس ؟
تلك الساعة التي كانت تزين معصمي
طوحتها بعيدا في قلب البحر ذات ليلة هادئة
في طريقي إلي البيت تحسست جيب معطفي
أمام دكان تفوح منه رائحة دخان سجائر رديئة
يدي تخرج فارغة بدون نقود
عيني تتطلع إلي أكياس وعلب القهوة والشاي
علي رفوف مطلية باللون البني
أكواب فارغة مثلي ورقية مثيرة للشفقة
وكلب أسود نائم باسط ذراعيه
كيف سأحصل علي هذا الكوب إذا؟
يقاطعني الراجل ذو الأسنان الصفراء
بوجه خالي التعابير وكأنه مسخ
شاي ولا قهوة ؟
بعد تردد نطقت
يا سيدي أنني لا أملك شئ من النقود ؟
هل تقبل بقلب مرقع ملئ بالثقوب ؟
أريد كوب من القهوة
يسكت هذا الصداع الذي يعتصرني
ليفض هذا النزاع والأشتباك
ويطفئ حرائقي المشتعلة
تلك الغابة الموحشة التي تسكنني
ليست بحاجة لقلب تالف تآلب عليه الجميع
ربما تحتاجه أنت كطعام لكلبك عندما يستيقظ ؟
لم ينبث الراجل بكلمة سوي أنه أعد كوب القهوة
وهو يدندن بكلمات أغنية غير معروفة كئيبة
قدم لي القهوة والدموع تغطي وجهه الخمسيني
يشير لي بالرحيل
وهو لازال يدندن احزانه وحيداً .
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت